أجمع المشاركون في فعاليات الملتقى الوطني الأول حول واقع الجريمة داخل المجتمع الجزائري الذي نظم بسطيف، على ضرورة تكاثف الجهود بين مختلف الشرائح والمؤسسات لمحاصرة الجريمة، والتكفل الأمثل بالأبناء وتحسين العلاقات داخل الأسرة، المختصون أكدو على زرع ثقافة مساعدة الآخرين بالعمل على تفعيل إستراتيجية إعلامية تتكفل بطرح مشاكل فئة الشباب وتعزيز روح الانتماء للوطن، إضافة إلى انخراط الشباب في كافة مؤسسات المجتمع ونشاطاته الاجتماعية والثقافية والتربوية. وحذر مختصون من تنامي الظاهرة وتغلغلها وسط فئات كانت إلى وقت قريب في منأى عنها. وقد ناقش المشاركون في هذا الملتقى الذي دام يومين بقاعة المحاضرات الكبرى بدار الثقافة هواري بومدين، العديد من المحاور التي لها علاقة بالجريمة وتحديد دقيق لمفهومها بمختلف أنواعها من جرائم الأخلاق والعرض والسرقة وتعاطي واستهلاك المخدرات وجرائم الانترنت والتي تفشت في المجتمع وعن طريق كافة شرائحه. الملتقى من تنظيم النادي العلمي لولاية سطيف حول موضوع واقع الجريمة في المجتمع الجزائري بعنوان التشخيص واستراتيجية العلاج، بقاعة المحاضرات دار الثقافة الهواري بومدين بسطيف. الملتقى حضره مجموعة من الأساتذة والباحثين القانونيين والنفسانيين على رأسهم الأستاذ الدكتور شرفي محمد الصغير مدير مخبر علم النفس العيادي بجامعة فرحات عباس إلى جانبئ الأستاذ الدكتور جابر نصر الدين بجامعة باتنة، والأستاذ الدكتور تعوينات على أستاذ التعليم العالي بجامعة الجزائر. كما حضر أساتذة التعليم العالي من مختلف جامعات الوطن منها جامعة عنابة، البليدة، الجزائر العاصمة، باتنة. وتمحورت مداخلات الحضور حول ظاهرة الإجرام في المجتمع الجزائري وتفاقم هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، حيث أكد الدكتور شرفي على ضرورة تقديم مقاربات علمية دقيقة تسمح للسلطات المعنية وضع إجراءات إيجابية للحد من الإجرام. كما أعرب الدكتور مصطفى رحموني رئيس النادي العلمي لولاية سطيف عن أسفه للوضعية التي آلت إليها الأمور في جانب الجريمة مبرزا الدور المنوط بكل القوى الفاعلة في المجتمع بداية من العائلة، المدرسة، المسجد وصولا إلى المتخصصين في هذا المجال. كما أشار إلى الجريمة الإلكترونية التي فرضت نفسها خلال هذه السنوات مع التطور التكنولوجي والانتشار الواسع لشبكة الأنترنت، وقد تم عرض شريط وثائقي حول تطور الجريمة بأنواعها في المجتمع، حيث سجلت المصالح المختصة على مستوى ولاية سطيف أرقاما مخيفة في جميع أشكال الجريمة، حيث أحصت ارتفاع في الجنايات و الجنح ضد الأشخاص فقد تم تسجيل 1582 قضية سنة 2009 في حين لم تتجاوز 1429 قضية سنة .2008 أما قضايا الاعتداء على ممتلكات الغير فسجلت المصالح المختصة ارتفاع بلغ 40 قضية ما بين سنة 2008 ب371 قضية في حين بلغت السنة الماضية 420 قضية، الآداب العامة فقد تم تسجيل 111 قضية سنة 2009 مقابل 78 قضية سنة 2008 ، وتأتي قضايا الأمن العمومي 42 قضية سنة ,2009 ناهيك عن القضايا الأخلاقية حيث تورط 1945 شخصا سنة 2009 في قضايا الدعارة منها 4809 رجال و371 امرأة بارتفاع في عدد النساء المتورطات في قضايا الدعارة، حيث سجل سنة 2007 تورط 310 امرأة. كما سجلت المصالح القضائية تورط 420 قاصرا في قضايا الإجرام، وعن أسباب الجريمة ودوافعها اتفق الجميع أن من الأسباب الرئيسية المادة التي طغت على عقل الإنسان إلى جانب مجموعة من الدوافع الاجتماعية الاخرى كالإهمال الأسري والانهيار العصبي. والجدير بالذكر أن هذا الملتقى العلمي سيدوم على مدار يومين 09 و10 مارس الجاري.