قرّر المجلس الوطني المستقل للأطباء المقيمين تنظيم اعتصام وطني بالمركز الاستشفائي بوهران يوم غد الأربعاء، وصباح اليوم يُنشط المجلس ندوة صحفية بمقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في أول ماي بالعاصمة، ينتظر أن يُبلّغ من خلالها الوصاية، والسلطات العمومية المعنية، والرأي العام كله بحالة الجمود، التي هم عليها مع مطالبهم المرفوعة منذ 7 مارس الماضي حتى الآن. يعتصم الأطباء المقيمون غدا الأربعاء بالمركز الاستشفائي في وهران، ويتوقع أن يكون هذا الاعتصام حاشدا بمن يشارك فيه من الأطباء، الذين سيحضرون من الولايات العشر، التي تتواجد بها المستشفيات، والمراكز الاستشفائية الجامعية، التي يعمل بها المقيمون. ووفق ما أدلى به الدكتور رضوان بن عمر، والدكتور مروان سيد علي أمس ل »صوت الأحرار«، فإن لهذا الاعتصام هدفين اثنين، أوّلهما، الضغط على الوصاية والسلطات العمومية الأخرى، من أجل الإفراج عن القانون الأساسي الخاص بالطبيب المقيم، وثانيهما التنديد بما حصل لهم يوم الأربعاء الماضي في مسيرة العاصمة، على أيدي قوات الشرطة. وحسب الأطباء المقيمين، الذين تقربت منهم »صوت الأحرار« ، فإن هذا الاعتصام ستطغى عليه مسحة الغضب من العنف الكبير، الذي تعرضوا له الأسبوع المنصرم بالمدخل الرئيسي لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، وستُرفع فيه شعارات التنديد بالقمع الذي أمرت به السلطات العمومية ، وتضرر منه بصورة فعلية أزيد من 30 طبيبا وطبيبة، حيث أصيبوا بكسور وجروح متفاوتة الخطورة، وتمّ إعداد الشهادات الطبية لكل هذا العدد، مدعومة بالصور المُلتقطة، وهي الآن تحت الدراسة مع مستشارين قانونيين، من أجل عرضها على العدالة في شكل دعوى قضائية ضد قوات الأمن، والجهة الرسمية التي أعطت التعليمات والأوامر بضرب وتعنيف الأطباء المقيمين، وحسب مصدر أمني، فإن الشرطة نفسها تستعد لهذه الدعوى، بإعداد حوالي 28 شهادة طبية لمن قالت أنهم جُرحوا منها. وحسب الدكتور رضوان، فإن الشهادات الطبية المجموعة حتى الآن تُثبتُ حالات كسور فعلية في الأرجل، والأيدي، وحالات رضوض، وكدمات، وأنواع أخرى من الإصابات. ومُقرر أن يعقد المجلس المستقل للأطباء المقيمين صباح اليوم ندوة صحفية بمقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، يتمّ فيها تقييم المسار الاحتجاجي منذ بدايته في 7 مارس حتى الآن، ولاشك أن الندوة ستتوقف عند كل محطاته، وستُوضح الكثير من الإلتباسات الحاصلة بشأن المطالب المرفوعة، ولاسيما منها مطلب الخدمة المدنية، ووضع اللجنة المُشكلة بشأنه، التي قرروا الانسحاب منها ومقاطعتها. وحتى بالنسبة للمطالب البيداغوجية، التي يوجد تفاؤل كبير بشأنها، فإن الندوة قد تطالب بالآجال المحددة لها، وهو ما ذهب إليه أمس الدكتور رضوان، حين قال، أن الأطباء المقيمين في انتظار اجتماع عمداء كليات الطب في الجزائر، وإمكانية تفعيل المطالب البيداغوجية، التي تمّ الاتفاق عليها، ويعني بذلك إلغاء الامتحانات البينيّة، ورفع المستوى النوعي في التعليم والتكوين، وتوفير كافة أسباب النهوض به، وبمهنة الطب. ووفق ما جاء على لسان الدكتور مروان، فإنه يُحتمل أن تحضر جمعيات المرضى للندوة الصحفية ، التي تعقد نهار اليوم، من أجل إسناد الأطباء المقيمين في مطالبهم المرفوعة، وتقديم الدعم المعنوي لهم في تحقيقها، عن طريق التوجّه نحو السلطات العمومية المعنية. وقُبيل الوقوف عمّا ستُفصح عنه هذه الندوة الصحفية التي تُعتبرُ أول ندوة يُنظمها المجلس المستقل منذ تأسيسه حتى الآن، فإن الاعتقاد السائد هو التوجّه نحو تصعيد الضغط على السلطات العمومية من أجل افتكاك كافة المطالب.