اعتصم أمس الأطباء المقيمون، وطلبة طبّ الأسنان والصيدلة، أمام المدخل الرئيسي لمقرّ وزارة التعليم العالي، في ابن عكنون بالعاصمة، وقد هتفوا بقوة تحت التصفيقات المتواصلة ، ورفعوا كالعادة لافتات وشعارات، ندّدوا فيها بسلبية موقف السلطات العمومية، ومُقرر أن يعتصم المقيمون من جديد، للمرة الثالثة نهار اليوم، أمام مقر رئاسة الجمهورية، في انتظار الإقرار النهائي ل »مسيرة الكرامة« نهاية الأسبوع المقبل. مرة أخرى، اعتصم نهار أمس أمام مقر وزارة التعليم العالي الأطباء المقيمون، وطلبة طبّ الأسنان ،والصيدلة، ، تجمّعوا كلهم أمام المدخل الرئيسي لمقر الوزارة، وهتفوا على مدار ساعات بشعارات قوية معبّرة ، ُندّدوا فيها بالموقف السلبي للوصايتين، والسلطات العمومية المعنية، وأعربوا عن تمسكهم الثابت بالمطالب المرفوعة، وإصرارهم القوي على الاستمرار في الاحتجاج. وما لفت الانتباه في هذا الاعتصام، أنه رغم كثرة أعداد المعتصمين،الذين قُدّر عددهم بحوالي ثلاثة آلاف، لُوحظ عدم تواجد قوات الشرطة بالأعداد الكبيرة المهُولة المُعتاد عليها،ويأتي هذا حسب أحد المصادر، تطبيقا لتعليمات الرجل الأول،القوي في جهاز الشرطة، الجنرال عبد الغني الهامل، التي تقضي باتّباع العقلانية في تسيير وتأطير الحركات الاحتجاجية أمنيا، والتعامل معها باللاعنف. ومثلما هو مُقرر يعتصم من جديد نهار اليوم، للمرة الثالثة على التوالي الأطباء المقيمون، أمام مقر رئاسة الجمهورية، من أجل إبلاغ مطالبهم بصفة مباشرة إلى مصالح رئيس الجمهورية، والتأكيد لأعلى هيئة رسمية في البلاد، على أنهم مازالوا مُصرّين على مواصلة الاحتجاج، والتمسك بمطالبهم المشروعةّ. وحسب تأكيدات الدكتور مروان سيد علي، والدكتور رضوان بن عمر، الناطقين باسم التكتل المستقل للأطباء المقيمين، فإن مندوبي المجلس الوطني سيجتمعون بوهران، وسيقررون تنظيم مسيرة وطنية، نهاية الأسبوع الجاري، أطلقوا عليها من الآن اسم »مسيرة الكرامة«، ويُعلنون عن تاريخ ومكان تنظيمها، وهي الأخرى تدخل ضمن سياق الاحتجاجات المتواصلة، التي شرع فيها المقيمون بداية من 7 مارس الماضي. وفنّد الإثنان تفنيدا قطعيا أن تكون هناك أي انقسامات بين الأطباء المقيمين، فهم كلهم على كلمة واحدة، ومن أجل مطالب مُوحّدة، وليست لهم مثلما روّجت إحدى الجرائد الجزائرية أية قوائم إسمية لأساتذة العلوم الطبية، رؤساء المصالح الاستشفائية، حول ما أسمتهُ بامتيازات ومصالح غير قانونية لأبناء هذه الشريحة، في مجالي الخدمة المدنية والمنح الدراسية بالخارج، وقال المتحدثان باسم جميع المقيمين: ليس لنا أية قائمة، ولا نهدد أحدا، ونحن هنا من أجل مطالبنا فقط ، ولا نعادي أحدا. وذكّر الإثنان بأن اعتصام أمس هو ردّ فعل على تصريحات عميد كلية الطب في العاصمة، وعميد عمداء الكليات الطبية في الجزائر، الذي قدّم وعدا بمنحنا يوم 26 أفريل محضر الندوة الوطنية لعمداء كلية الطب، المنعقدة يومي 17 و 18 أفريل المنصرم، ولم يُوفُ بوعده حتى الآن، ونحن هنا اليوم من أجل إبلاغ وزير التعليم العالي احتجاجنا القوي على هذا الوضع. ومن جهته ممثل طلبة جراحة الأسنان ليتيم مختار، أكد أنهم هم أيضا مصرّين على مواصلة الاحتجاج حتى تحقيق المطالب، التي أعاد التأكيد عليها مع»صوت الأحرار«، وهي مثل ما قال : تغيير اسم الشهادة العلمية المحصّل عليها من اسم دكتوراه في جراحة الأسنان إلى دكتوراه في طب الأسنان، إعادة النظر في تصنيف سلّم الأجور، ونقلنا من الدرجة 13 إلى الدرجة 16، رفع مستوى نوعية التعليم الممنوح لنا، والسهر على التطبيق الكامل للبرامج، تخصيص كلية منفردة خاصة بطب الأسنان، مفصولة عن كلية الطب، لأن عددنا كبير الآن، وهو حوالي ألف طالب، دعم الطلبة بالوسائل والتجهيزات الخاصة بالدراسة والعمل التطبيقي. وبنفس الحدّة ندّد أمس طلبة جراحة الأسنان )طب الأسنان( بعدم التزام عميد عمداء كليات الطب بما وعد به، وقد أكد ممثل الطلبة أن طلبة جراحة الأسنان عازمون على الاستمرار في الاحتجاجات، التي قاربت الشهرين، حتى ولو كلّفهم ذلك سنة بيضاء، ولتتحمّل السلطات العمومية مسؤولية ذلك.