كشفت مصالح الاستعلامات الأمريكية ارتفاع عدد المغاربة في صفوف تنظيم القاعدة في باكستان، ويأتي ذلك في وقت اعترف فيه تنظيم القاعدة بفقدان عدد كبير من الإرهابيين في أفغانستان وعلى رأسهم الجزائري عبد الله محمد العابد، المكنى ب "شعيب الجزائري". اعترف تنظيم القاعدة في أفغانستان بمقتل عدد من عناصره، وبينهم الجزائري عبد الله محمد العابد الذي كان ينشط تحت اسم "شعيب الجزائري"، والذي تم القضاء عليه في منطقة "زابل" خلال اشتباك لإطلاق النار بين القاعدة والقوات الأفغانية والدولية، حسب ما أكدته رسالة إلكترونية يرجح أن يكون أن مصدرها تنظيم القاعدة في أفغانستان. وعلى صعيد آخر، أبدت الولاياتالمتحدةالأمريكية قلقا كبيرا تجاه تزايد عدد المغاربة المنضمين إلى تنظيم القاعدة في باكستان، حيث أكدت صحيفة "نيو يورك تايمز" في عددها الصادر أول أمس نقلا عن مصادر استخباراتية أمريكية أن عددا كبيرا من المقاتلين الذين يحملون جنسيات أغلبها من بلدان شمال إفريقيا والخليج قد دخلوا إلى باكستان خلال شهر جوان الفارط وهذا بهدف تعزيز قوة التنظيم في المنطقة حسب ما تؤكده الصحيفة الأمريكية. وتضيف النيويورك تايمز مستندة إلى ما أفاد به الناطق باسم الجيش الأمريكي في بغداد إلى وجود انخفاض ملحوظ في عدد المقاتلين الأجانب الذين يدخلون إلى العراق، في إشارة واضحة إلى أن باكستان قد أصبحت وجهة جديدة لهؤلاء المقاتلين. وأفاد ذات المصدر نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن هذا المد- أي التحاق الأجانب من شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالقاعدة في باكستان- من شأنه أن يكون أكثر تأثيرا في باكستان، لكن هذا التأثير لن يمتد إلى العراق الذي كان الوجهة المفضلة للمقاتلين الأجانب. وحسب دافيد ماكيارمن القائد الجديد لقوات حلف الأطلسي الناتو في أفغانستان فإن الأوضاع على الحدود الشماليةالشرقية بين أفغانستانوباكستان تزداد خطورة، خاصة مع وجود معابر في هذه الحدود أعطت للجماعات المسلحة مزيدا من الحرية في التنقل بين البلدين، وهو ما يسمح بمرور الإمدادات والمعونات الضرورية لهذه الجماعات. ويرى رجال من الاستخبارات الأمريكية أن بعض مواقع الأنترنت الجهادية هي التي تشجع المقاتلين الأجانب على الذهاب إلى أفغانستانوباكستان معتبرة أن خوض حرب في هاتين المنطقتين معركة رابحة مقارنة مع النكسات التي تلقاها تنظيم بن لادن في العراق مؤخرا، وحسب ذات الصحيفة فمنذ أن أقدمت الحكومة الباكستانية على تقليص عملياتها العسكرية ضد الجامعات المسلحة منذ مارس الفارط ودخلت في مفاوضات معهم ارتفع عدد المقاتلين الأجانب الوافدين على المنطقة. وترى مصادر من الاستخبارات الأمريكية أن بعض الوافدين الأجانب على باكستان يدخلون باستعمال رحلات تجارية، بينما يستقل بعضهم الحافلة أو السيارة، ويدخل القليل منهم عبر إيران.