»أوقفوا صوت أجراس السيارات إنها تأثر على تركيزنا وتعيق تفكيرنا«، »خفّفوا إجراءات الرقابة المشدّدة إنها تربكنا وتلعب على مشاعرنا«، »احترموا عتبة الدروس ولا ترهنوا مستقبلنا«، بهذه العبارات خاطبنا تلاميذ البكالوريا الذين إلتقتهم »صوت الأحرار« وهم يهيمون بدخول مراكز الامتحان في اليوم الثالث، وقلوبهم تقول »طموحنا كبير، لكنه متوقف على كسب تحدي البكالوريا«. تميّز امتحان شهادة البكالوريا في يومه الثالث بالسهولة في مواضيعه كما وصفه من حالفهم الحظ في اختيار السؤال الذي راجعوا له الكثير، وشؤما واستياء بالنسبة لمن راجع سوى القليل وخيانة الحظ لبعضهم كما أرادوا وصفه. مادة الفلسفة بالنسبة لتلاميذ شعبة الأدب والفلسفة كانت طامة على الكثير بعد أن راهن الكثير منهم على مواضيع كانت ضمن عتبة الدروس التي حددتها وزارة التربية، والمؤسف فوق هذا هو يضيف أمين من ثانوية خير الدين بربروس »حرارة لا تطاق وقارورات ماء توزع على التلاميذ أشد من الحر نفسه«. وبالعودة لمادة اللغة العربية الذي تثير تذمر التلاميذ في شهادة البكالوريا عادة، أجمع العديد من تلاميذ الشعب العلمية وخاصة الأدبية أن الأسئلة كانت في متناولهم، فقط تبقى المسؤولية متوقفة على كيفية تعاطي المصحح مع ورقة الإمتحان، سواء فيما تعلق بالكتابة والتنظيم لورقة الإمتحان، ومراعاة عدم وجود التجربة الكافية لدى التلاميذ، وحتى الليونة، كما تحدث به التلاميذ معنا. وبحديثنا عن ظروف إجراء الإمتحانات، تطرق سمير شعبة علوم التسيير الذي تصادف وجوده معنا أمام مركز الإمتحان بثانوية باستور، بإسهاب عما أسماه عذاب داخل قاعات الإمتحانات، وقال »سيارات بقرب مراكز الإمتحانات يرفع صاحبها صوت المذياع عاليا، وأخرى أصوات لأجراس السيارات، فضلا عن صفارات الشرطة..«، وتابع يقول »لم يكفنا 5 حراس في القسم الواحد والذين أربكوا تفكيرنا وعقدونا في جلستنا، ليضيفوا لنا أعراسا أمام مراكز الإمتحانات«. ولم يخف محمد زميله بنفس ثانوية باستور التي زارها وزير التربية أمس في زيارة خاطفة كما وصفها، مؤكدا أن الوزارة لم تحترم عتبة الدروس في مادة الرياضيات فيما تعلق بدرس الإحتمالات، والتي قال بشأنها إنه تلقى ضمانات من أستاذته بعدم إدراجها في المواضيع المقترحة بالبكالوريا ولم يراجعها أصلا، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، يضيف المتحدث »وإذا تحدثنا عن أجواء قاعة الإمتحان، فحدث ولا حرج كل دروس الطهي حفظناها ظهرا على قلب، بعد أن جاد لسان 3 أستاذات التفنن في ذكرها غير آبهين بتأثيرهن على تركيزنا«. وفي حادثة طريفة، تحدث التلميذ قادة من المدنية كيف سقط في فخ اختيار أسئلة سهلة عن الصعبة بسبب طريقة تنظيم لورقة الأسئلة لمادة التاريخ والجغرافيا، من طرف مركز الإمتحانات والمسابقات، حيث اختار سؤالا سهلا من مادة التاريخ وآخر سهلا من مادة الجغرافيا ولكن من الموضوع الإختياري الثاني، فبكى كثيرا على حظه العاثر، وكذا عدم أخذ المركز لترتيب المواضيع بالمستوى المطلوب. أكثر من خمس حراس في بعض الأقسام.. من خلال حديثنا حول مدى تراجع إجراءات المراقبة التي فرضتها تعليمة وزارة التربية، تحدثت »أمينة« التي إلتقيناها أمام بوابة ثانوية الأمير عبد القادر بباب الواد، أنها لا تزال مندهشة لأسباب فرض كل هذه الإجراءات في حق تلاميذ البكالوريا باعتبارها كما قالت تؤثر على تركيزهم وتوجس تفكيرهم أكثر مما تراقبهم، وأضافت »من راجع دروسه جيدا باستطاعته الإجابة براحة تامة عن الأسئلة المقترحة، لكن لماذا الاستمرار في إجراءات رقابية بالأقسام تشابه ما يفرض بالسجون«. أما البعض الآخر من الذين التقتهم »صوت الأحرار« فانتقدوا عدم السماح لهم بالخروج للراحة أثناء إجراء الامتحان بسبب طول مدته، إلا في الحالات المستعصية التي تتطلب معالجة من قبل الطبيب المداوم بمركز الامتحان، قبل أن يعرج »مولود« من ثانوية ابن الناس بأول ماي على مشكل قال إنه يثقل كاهل الممتحنين، يتعلق بالفارق الزمني بين الامتحان الصباحي والمسائي، فالأول يبدأ من الساعة الثامنة لغاية الحادية عشرا وبعضها الأخر لغاية منتصف النهار، أما الامتحان المسائي فيبدأ من الثالثة لغاية الخامسة مساء، وهو ما يجعل الكثير يعاني بسبب نقص المواصلات خاصة بالنسبة للأماكن البعيدة عن العاصمة.