دعا بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف بتيسمسيلت الشباب إلى الاطلاع على تراثهم التاريخي والعلمي والثقافي والأخلاقي. وأوضح الوزير خلال ندوة فكرية حول »دور الشيخ عدة بن غلام الله في نشر الحكمة الصوفية وممارسة القضاء«، المنظمة بمناسبة انطلاق القافلة العلمية لسنة 2011، أنه »ينبغي على جيل الشباب أن يطلعوا ويستخلصوا ما يمكن أن يفيدهم ويملئ قلوبهم وعقولهم من سير وتاريخ وثقافة أعلام الجزائر«. وأضاف غلام الله أنه يتعين كذلك على الشباب أن »يقرأ تاريخ الجهاد والبطولات الذي أثمر بتحرير الجزائر من نير الاستعمار بفضل تضحيات امتدت على مدى 132 سنة«، مشيرا إلى أن »التفريط في التاريخ وفي الذاكرة الوطنية هو مقدمة للتفريط في الأرض والكرامة«. وأكد الوزير أن من بين الأهداف الرئيسية لتنظيم هذه القوافل العلمية هو إثارة الرغبة لدى الشباب الجامعي خاصة في البحث والتطلع ومعرفة ما يعزز مكانتهم ويثبت أقدامهم وما يدفعهم إلى تجاوز مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة. وأكد غلام الله أن هذه القافلة التي تأتي هذه السنة تحت شعار »علماء الجزائر والوعي بالوحدة الوطنية والمستقبل« هي إحدى القوافل التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية والتي ينتقل من خلالها أساتذة جامعيون وباحثين إلى مختلف الولايات لإحياء التراث العلمي وبحث مختلف الشخصيات الدينية والثقافية مع التركيز على أثارهم وأفكارهم. وقد شهد هذا اللقاء حضور إطارات من القطاع وأساتذة جامعيين، حيث أبرزوا أن »للشيخ عدة بن غلام الله الفضل الكبير في انتشار الطريقة الشاذلية الدرقاوية بالجزائر، إذ يمكن اعتباره واسطة جوهرية في تاريخ التصوف الجزائري في القرن التاسع عشر الميلادي«. وللتذكير ولد الشيخ عدة بن غلام الله سنة 1202 هجرية بمنطقة الشلف حيث تتلمذ عند الشيخ بن حوا ودرس التوحيد واللغة والحديث والفلك على شيخ الطريقة الطيبية محمد بن عبد الرحمان ثم انتقل إلى مازونة وهناك أخذ الفقه على يد الشيخ أبي الطيب المازوني. وقد تولى وظيفة القضاء في عهد الأمير عبد القادر ليترك بعدها هذا المنصب ويتفرغ للعبادة والتعليم والإرشاد وشاع أمره وسميت طريقته بالشاذلية الدرقاوية البوعبدلية ليتوفى سنة 1283 هجرية تاركا عدة مؤلفات وقصائد تزيد على 400 بين الفصيحة والشعبية.