أكد سعيد جنيت الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة من أجل إفريقيا الغربية أول أمس أمام مجلس الأمن على »ارتفاع معتبر« لكمية الأسلحة والمتفجرات المتداولة على طول شريط الساحل جراء الأزمة الليبية. وأوضح سعيد جنيت الذي قدم أمام مجلس الأمن التقرير السابع حول نشاطات مكتب الأممالمتحدة من أجل إفريقيا الغربية )الأونوا( أنه علاوة على الأثر الاجتماعي والاقتصادي للأزمة الإيفوارية على شبه الإقليم فإن »دول الساحل التي تعاني من قبل من التخلف واللاأمن بسبب نشاطات الجماعات الإرهابية والمتاجرين بالمخدرات مجبرة على استيعاب آلاف المهاجرين القادمين من ليبيا«. في ذات الصدد أشار إلى »ارتفاع معتبر لكمية الأسلحة والمتفجرات المتداولة في النيجر ومالي وعلى طول شريط الساحل«. كما أعرب جنيت عن ارتياحه لبعث التعاون الإقليمي بين دول منطقة الساحل بهدف التصدي للتهديدات المشتركة المتعلقة باللاأمن سيما تلك الناجمة عن النشاطات الإرهابية. إلا أنه عبر أيضا عن انشغاله إزاء »أثار المتاجرة بالمخدرات والجريمة المنظمة التي ما فتئت كما قال تضعف مؤسسات الدولة الهشة في إفريقيا الغربية«. في معرض حديثه عن أثر الأزمة الليبية على إفريقيا الغربية تخوف سعيد جنيت من احتمال أن تؤدي الآثار البشرية واللاأمنية لهذه الأزمة إلى تفاقم حالة اللااستقرار السائدة في المنطقة منذ زمن. وذكر جنيت بأن »رئيس النيجر في حد ذاته كان قد أبدى تخوفه فيما يخص الوضع القائم في الساحل«. وبشأن الوضع السائد في إفريقيا الغربية بشكل عام أكد الدبلوماسي الجزائري أنه على الرغم من تسجيل تطور إيجابي لكن التوترات السياسية ومشاكل اللاأمن لا تزال قائمة. وفي تقريره أعرب جنيت عن ارتياحه بشكل خاص لحل أزمة ما بعد الانتخابات في كوت ديفوار والنهاية السعيدة للأزمة الغينية وإعادة النظام الدستوري في النيجر بعد تنظيم انتخابات رئاسية شفافة وذات مصداقية في هذا البلد. وذكر الممثل الخاص من جهة أخرى بالمشاكل التي لا تزال قائمة في شبه الإقليم والمتعلقة كما قال بالتوترات السياسية واللاأمن الغذائي والمتاجرة بالمخدرات وتهريب الأسلحة والجريمة المنظمة والأزمة الليبية. ودعا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعمه لدول شبه إقليم إفريقيا الغربية لتعزيز التقدم الذي تم إحرازه. وفيما يخص النيجر أكد جنيت أن التجربة الديمقراطية التي عرفتها هذه البلاد والتي أوقفت للأسف خلال الأزمة بالإضافة إلى الموارد التي تزخر بها تسمح لها بالتطلع إلى أن تصبح مستقبلا »رمزا للنجاح السياسي والاقتصادي« شريطة أن تستمر في الاستفادة من مرافقة ودعم إقليمي ودولي. في هذا السياق ذكر جنيت بالنداء الذي وجهه رئيس النيجر محمدو ايسوفو إلى الأممالمتحدة وكافة شركاء النيجر من أجل مساعدة النيجر على تجاوز أزمة اللاأمن الغذائي المزمنة التي يعاني منها. كما شجع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على تقديم رد ايجابي لطلب الرئيس ايسوفو الذي يأمل في تنظيم ندوة رفيعة المستوى حول الأمن الغذائي في حدود شهر نوفمبر 2011 بالنيجر. كما أشاد جنيت بالشراكة القائمة بين الأممالمتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي، إلا أنه ذكر بأن الاستقرار يبقى هشا في إفريقيا الغربية سيما بسبب عمليات الاقتراع المرتقبة خلال السنوات القادمة بالمنطقة.