أشرف، أمس، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني مكلف بالمهام المتعلقة بالاتصال والثقافة والنشر والتكوين محمد بوعزارة، على حفل تسليم شهادات لفائدة 31 صحافيا اجروا تكوينا لمدة 113 ساعة تحت إشراف دائرة التكوين والدراسات التشريعية التابعة للمجلس الشعبي الوطني، وبالمناسبة أكد بوعزارة أن كل دورة من الدورات القادمة ستحمل اسما من نساء ورجالات الصحافة الذين استشهدوا دفاعا عن شرف المهنة. وفي كلمته، أكد بوعزارة الذي ناب عن رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، أن هذا التكوين المتخصص لا يهدف فقط إلى التعمق في فهم القانون بل تحليل مضامينه وفهم مراميه، مما يجعل الصحفي بمنأى عن الأخطاء والتأويلات، وبما يتركه في النهاية يقوم بتغطية الحدث وفق الموضوعية والرؤية الصائبة في عالم باتت فيه المعلومة تتطلب الدقة والسرعة الفائقة، معتبرا أن الفضاء التكويني الذي يتيحه المجلس الشعبي الوطني لممتهني الصحافة المكتوبة العمومية والخاصة والعاملين في الإذاعة والتلفزيون يعد معلما جديدا لتشجيع ثقافة التخصص. وفي سياق ذي صلة، أشاد بوعزارة بما قدمه الإعلام الوطني لفائدة الوطن من خدمات جليلة، مؤكدا أن مؤسسات الإعلام ورجالاتها ونسائها وقفت صامدة في وجه أيادي الغدر والإرهاب خلال العشرية السوداء، وكانوا في مقدمة المدافعين بالصوت والصورة والقلم عن قيم الجمهورية وثوابت الأمة ورموزها، ملفتا إلى أنهم دفعوا لأجل ذلك أرواحهم شهداء للمهنة والوطن، ولم يخضعوا للتهديد والوعيد والموت الذي كان يطالهم كل يوم. وقال نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني إن »من بين المبادئ الأساسية التي تم التركيز عليها خلال هذه الفترة التكوينية الحريات الأساسية، وفي مقدمتها حرية التعبير والصحافة«، معتبرا أن دفاع الصحفيين عن هذه القيم سيبقى الشرط الأساسي للتداول الحر للأفكار واحترام الآخر بعيدا عن التطرف. كما تحدث بوعزارة عن الدور الذي يلعبه البرلمان الجزائري، مؤكدا أن المجلس الشعبي الوطني سيكون في صدارة مؤسسات الجمهورية الداعمة للديمقراطية نهجا وممارسة، وأضاف »سيقوم المجلس الشعبي الوطني بدوره المحوري كمنتدى سياسي تعددي للنقاش الحر وكمنبر تنبثق عنه مختلف القوانين التي تعزز مسار الإصلاحات الشاملة في بلادنا«. وخاطب بوعزارة الصحفيين المتكونين قائلا »إننا واثقون كل الثقة في أنكم ستواصلون السير على النهج الذي سطرتموه لأنفسكم لإبراز قيم العدل والحق والمساواة بين كل أبناء الوطن، وبعيدا عن كل ما من شأنه أن يسيء لمهنتكم النبيلة من خروج عن الموضوعية أو قذف في حق الأشخاص أو تجريح أو إساءة للوطن ورموزه ومؤسساته«، موضحا أن تنمية البلاد هي واحدة من العناصر الأساسية التي يجب أن تشكل نهج الصحفيين في مهنتهم وفي مهنيتهم. جدير بالذكر، أن الدورة التكوينية المتخصصة لفائدة الصحفيين الممارسين المعتمدين بالمجلس الشعبي الوطني تعد الثانية، حيث جرت الدورة الأولى في سنة 2008، وقد تلقى الصحفيون الذين قضوا 113 ساعة بمقاعد الغرفة السفلى تكوينا أساسيا في حقل التشريع والقانون والتشريع البرلماني، وشملت 14 مادة في شتى مجالات التعليم المخصص للبرلمان وتوجت هذه الدروس باختبارات نال من خلالها 31 صحافيا شهادات متخصصة، وقد حضر هذا الحفل نواب ورؤساء المجموعات البرلمانية، يتقدمهم العياشي دعدوعة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني.