استرجع الصحفي ومقدم البرامج التلفزيونية المتميز سليمان بخليلي أول أمس بالجاحظية خلال جلسة تقديم كتاب " الرجل الذي رفض الوزارة" للإعلامي والنائب محمد بوعزارة محطات مهمة من مسيرته الإذاعية والتلفزيونية الصحفي محمد بوعزارة وذلك منذ طفولته حيث كان والده، رحمه الله، يرغمه على الإستماع إلى البرامج الإذاعية لقناة "ال بي سي " بالعربية وبرنامج "قضايا الساعة" الذي كان يشرف على إعداده وتقديمه على أثير الإذاعة الوطنية الأستاذ محمد بوعزارة "إنه الأستاذ الذي نهلت من علمه" وكانت حينها الإذاعة الجزائرية تكتنز أصواتا قوية لها حضورها وذلك كما يضيف قبل أن تتحوّل "الإذاعة إلى إضاعة" على حد تعبير محي الدين عميمور• وأضاف أن الإذاعة الجزائرية أصبحت تقلّد في أدائها ولكنّها إذاعات مشرقية وأسلوب إذاعة "ميدي 1" وبالتالي إنحرفت عن كونها كانت تحمل صوت الجزائر وعمقها وآلت الأمور إلى السلب وأشار سليمان بخليلي أنه سبق وأن نبّه المدير العام للإذاعة السابق عز الدين ميهوبي لتراجع مستوى الإذاعة الجزائرية ونقائصها• وتحدث الإعلامي سليمان بخليلي الذي تخرج من جامعة باتنة معهد اللغة العربية وآدابها عام 1985 وبحنين وبأسلوب حكي متميز كيفية إلتحاقه بطاقم إذاعة ورقلة الجهوية نهاية سبتمبر 1985 وكيف ردّ عليه المشرف عليها الأستاذ محمد بوعزارة في فترة وجيزة بعد إرساله ملف ترشحه وهو ماسمح له بخوض غمار العمل الإذاعي وإسترجع سليمان بخليلي مدى وثوق الإعلامي محمد بوعزارة بصوته وأرسل بعد أيام فقط من قبوله ضمن طاقم إذاعة ورقلة في أول تحقيق ميداني إلى منطقة إيليزي، ضمن برنامج مجلة الجنوب الشرقي كما استعرض سليمان بخليلي محطات أخرى وفي مراحل مختلفة وأهمها بالتلفزيون جمعته مع أستاذه محمد بوعزارة الإعلامي والنائب في البرلمان• وعن كتاب "الرجل الذي رفض الوزارة" أوضح سليمان بخليلي أنه كتاب جدير بالقراءة والتمعن في ثناياه جيّدا وأنه كقارئ وليس كناقد قد وجدت في سلسلة المقالات التي نشرت في عديد العناوين الإعلامية الوطنية من قبيل ما كتبه الجاحظ حيث ينتقل بنا محمد بوعزارة إلى تضحيات المناضل محمد السوفي من أجل الإذاعة الجزائرية وعودته إلى مسقط رأسه في الأغواط لممارسة التعليم ورفضه بعد الإستقلال مناصب سامية، ثم يرحل بنا إلى حكايات المثقف الطاهر بن عيشة والدكتور أبو القاسم سعد الله وغيرهم من رموز الثقافة والنضال الجزائري كما يكتشف القارئ عبر مقالاته التحليلية مختلف تطورات الأحداث والظواهر السياسية، الإجتماعية والثقافية• من جهته تناول الإعلامي محمد بوعزارة خلال الموعد الثقافي الذي حضرته نخبة من الوجوه السياسية والإعلامية كالمناضل عبد الحميد مهري، عبد القادر نور وعبد العزيز شكيري مختلف جوانب الكتاب الخامس واسترجع علاقته مع الإعلامي سليمان بخليلي الذي توسّم فيه منذ البداية كفاءته في تقديم البرامج الفكرية والثقافية ذات البعد التحليلي حيث أثبت ذلك من خلال نجاح برنامج "فرسان القرآن الكريم" وقبلها سلسلة من البرامج التي أنتجها لإذاعة ورقلة خاصة والجزائر كانت بحاجة في تلك المرحلة إلى برامج دينية تقدم للجمهور الجزائري بصورة حقيقية غير مغلوطة عن الإسلام خاصة أمام الفتاوي المغلوطة التي كانت تنزل على رأس المواطن البسيط، وكشف محمد بوعزارة أنه إختار عنوان كتابه "الرجل الذي رفض الوزارة"، والمتضمن ل 43 مقالة تكريما للمناضل ومؤسس الإذاعة السرية محمد السوفي الذي رفض مناصب عليا كالوزارة عرضها عليه الرئيسين أحمد بن بلة والهواري بومدين بعد الإستقلال وفضل العودة إلى مسقط رأسه لمواصلة التدريس وكانت مواقفه وثقافته وحسّه المرهف وراء احترام واجماع أعيان مدينة غرداية على ترشيحه ليكون أول رئيس للبلدية عام 1967 ثم نائبا وممثلا لولاية غرداية بالمجلس الشعبي الوطني عام 1977 وأشار محمد بوعزارة أن الغرض من هذه الرسالة هو أن نقول للمتاجرين بالشعارات السياسية الرنانة وممن يحاولون إذكاء النعرات الجهوية خاصة بمنطقة بريان أنه لا علاقة لإخواننا بالمنطقة بالشغب بدليل أنهم اختاروا رئيس بلديتهم من الأغواط وننبّه الجيل الجديد إلى مثل هذه الممارسات التي تلعب بورقة الجهوية والعصبية• وكشف الإعلامي محمد بوعزارة أن ريع البيع بالتوقيع لكتابه الجديد سيخصص لتنظيم حفلة على شرف الروائي الكبير الطاهر وطار وذلك بعد عودته سالما إلى الجزائر قريبا•