أعلن حلف شمال الأطلسى إن طائراته الحربية قد تواصل قصف ليبيا خلال شهر رمضان إذا هاجمت القوات الموالية لمعمر القذافي مناطق يسيطر عليها المعارضة خلال الشهر المقدس. وقال المتحدث باسم الناتو مايك براكن، أمس، إن الحلف سينتظر ليرى ما إذا كانت كتائب القذافي ستوقف عملياتها خلال شهر رمضان أم لا، الذي يبدأ في الفاتح أوت المقبل. وأضاف إنه »إذا لم يفعلوا أعتقد أنه سيكون من المتناسب جدا استخدام التفويض الذي يمتلكه الناتو لحماية الأرواح«. وأعرب مايك عن قلقه من قصف بلد مسلم خلال شهر رمضان، والذي قد يثير ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي، موضحا أن التحالف يعمل بتفويض من الأممالمتحدة يسمح باستخدام القوة لحماية المدنيين. سياسيا أكد رئيس الحكومة الليبية البغدادي المحمودي استعداد ليبيا لإجراء محادثات غير مشروطة لإنهاء الأزمة الليبية. وقال المحمودي في تصريح لصحيفة »لوفيغارو« الفرنسية نشر أمس أن الحكومة الليبية مستعدة للبدء في المحادثات التي ذكر أنها »لن تكون مع الليبيين فحسب، بل مع الاتحاد الأوروبي أيضا، وخصوصا فرنسا شرط وقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي )الناتو( حتى تتم المحادثات في جو هادئ«. وأعرب المحمودي عن الترحيب بالمؤشرات التي أبدتها فرنسا والتي رأت »أن عمليات القتال لن تحل الأزمة وأن المفاوضات ضرورية«، واصفا موقفها ب»الايجابي«. وقال إن الليبي معمر القذافي على استعداد للقبول برغبة الشعب الليبي فيما يتعلق بتشكيل الحكومة المستقبلية الجديدة واحترام اختياره لشكل الحكم الذي يريده سواء في أن تصبح ليبيا جمهورية أو ملكية أو الإبقاء على نظامها الحالي. من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس أن هناك حاجة لحل سياسي في ليبيا حاليا أكثر من أي وقت مضى مضيفا أنه يرى مؤشرات على قرب التوصل إلى حل.وصرح أمام لجنة برلمانية من المتوقع أن تعلن في وقت لاحق ما إذا كانت ستمدد العمليات في ليبيا »أصبح الآن الحل السياسي لا غنى عنه أكثر من أي وقت مضى وبدأ يتبلور«. وأضاف يقول »أكد الاتحاد الإفريقي في القمة الماضية على أن القذافي سيتمكن من المشاركة في عملية انتقال سياسي«.ومضى فيون يقول أن فرنسا دعمت جهود الوساطة التي تقوم بها روسيا والاتحاد الإفريقي. وفي سياق متصل حث مبعوث الأممالمتحدة الخاص في ليبيا عبد الإله الخطيب كافة الأطراف في ليبيا على الدخول في مباحثات مباشرة لإيجاد حل سياسي مع دخول الثورة ضد نظام معمر القذافي شهرها الخامس. وقال الخطيب في بيان له »أحث الأطراف الليبية على زيادة تركيزهم على العمل باتجاه حل سياسي ونود أن نرى تحول المناقشات غير المباشرة إلى مباحثات مباشرة«. وأضاف »أن أي تأخير لإنهاء الصراع سيتطلب حلا سياسيا وهذا الحل يجب أن يحقق الطموحات المشروعة لمستقبل سلمي وديمقراطي«. وأشار إلى أن كلا الطرفين في ليبيا طلبا استخدام بعض الأموال المجمدة من الحكومات الغربية لشراء أغذية وأدوية قبل حلول شهر رمضان. وأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها على استعداد لدعم المفاوضات لإنهاء الأزمة في ليبيا في حال تنحي العقيد معمر القذافي، مشجعة بذلك عملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا، في حين نفت فرنسا أية مفاوضات مباشرة بينها وبين القذافي، وحثت »المعارضة المسلحة« على التفاوض معه. من جهة أخرى تقف روسيا مع جهود الوساطة الإفريقية لإيجاد تسوية سلمية للوضع الليبي، وفي هذا السياق تحدثت صحيفة »كوميرسنت ديلي« الروسية نقلا عن مسؤول روسي أن العقيد معمر القذافي يقبل بخيار التنحي في حال حصوله على ضمانات أمنية.