اختتم أمس الأحد في بريتوريا الاجتماع الرابع للجنة الخاصة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا والذي قيم نتائج الخطوات التي قامت بها اللجنة لانهاء النزاع في ليبيا. وثمن المشاركون في الاجتماع الاتصالات التي قامت بها اللجنة مع أطراف النزاع منذ اجتماعها الأخير في 26 ماي بأديس أبابا في ضوء التقرير المقدم من طرف مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي. وأعرب المشاركون عن أملهم في أن تفضي مساعي الاتحاد الافريقي إلى بدء المفاوضات بين الأطراف الليبية للتوصل إلى تسوية سريعة، عادلة وسلمية ودائمة لهذا النزاع وفق ما ذكرته تقارير اعلامية . واطلع رئيس جنوب افريقي جاكوب زوما في الاجتماع المشاركين على فحوى الاتصالات التي قام بها مؤخرا مع مختلف الأطراف الليبية. وكان الرئيس زوما اعلن في افتتاح هذا الاجتماع أن القرار الدولي الذي ينفذه حلف شمال الاطلسى لتبرير قصفه لليبيا ''لا يجيز تغيير النظام او الاغتيال السياسى للزعيم الليبي معمر القذافي''. وقال زوما ان قصف حلف شمال الاطلسى المتواصل لليبيا يثير قلق لجنتنا وقلق الاتحاد الافريقي مشيرا الى أن الحلف تجاوز الغرض من القرار 1973 الذي هو حماية الشعب الليبى وتسهيل نقل المساعدات الانسانية. ويذكر أن اجتماع لجنة الوسطاء الافريقية حول ليبيا كان افتتح في وقت سابق من أمس في عاصمة جنوب افريقيا بريتوريا بهدف تقييم الجهود الرامية الى وقف اطلاق النار في ليبيا بين فرقاء النزاع وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في البلاد. وحضر الاجتماع رؤساء الدول الاعضاء في اللجنة: محمد ولد عبد العزيز (موريتانيا) رئيسا، وجاكوب زوما (جنوب افريقيا) وامادو توماني توري (مالي) ويويري موسيفيني (اوغندا) وممثل عن الرئيس الكونغولي اضافة الى مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي رمضان لعمامرة. ويأتى هذا الاجتماع قبل القمة ال17 للاتحاد الافريقى التي ستعقد فى عاصمة غينيا الاستوائية مالابو من 30 جوان الجاري الى 1 جويلية المقبل. من جهة اخرى أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي عبد الحفيط غوقة أن المجلس يتوقع تلقي عرض في وقت قريب جدا من العقيد معمر القذافي ينهي أربعة أشهر من الصراع في ليبيا. ويشدد المجلس الذي اسسه المتمردون في بنغازي «شرق ليبيا» على ضرورة أن يتضمن أي عرض لحل الأزمة رحيل القذافي وعائلته من السلطة في ليبيا ومن الحياة السياسية فيما يدعو الزعيم الليبي الى وقف الهجوم الذي يشنه حلف شمال الأطلسي «الناتو» على بلاده واحتواء الازمة من خلال الجهود الدبلوماسية بما فيها خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الافريقي ووافق عليها القذافي. وفي هذا الشأن اعلن جمعة القماطي منسق المجلس الانتقالي الوطنى الليبي، أن «المجلس لن يقبل بأي اتفاق لا يتضمن تنحي العقيد معمر القذافي عن السلطة»، مشيرا الى أن عرض التسوية «لم يقدم رسميا من قبل القذافي ويجب أن ننتظر حتى يتقدم به رسميا ثم سننظر فيه». وعلى الصعيد العسكري كثف حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي تولى قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا في 31 مارس الماضي قصفه للعاصمة الليبية طرابلس وضواحيها في الفترة الماضية فيما تدور معارك طاحنة وعمليات كر وفر بين قوات المعارضة وكتائب قوات القذافي. وأكد الحلف ان صواريخ طائراته أصابت موقعا في ليبيا تستخدمه القوات الموالية للنظام الليبي في تخزين امدادات وعربات عسكرية. وكان التلفزيون الليبي الرسمي قد اعلن ان مخبزا ومطعما تعرضا للقصف مما ادى الى مقتل 15 شخصا واصابة 20 اخرين. كما قصف طيران حلف الناتو الليلة الماضية وللمرة الثالثة عددا من المواقع الإدارية التابعة للجنة الشعبية العامة للأمن العام (وزارة الداخلية الليبية) في منطقة خلة الفرجان بضواحي مدينة طرابلس وفقا لمصدر عسكري ليبي.