رفضت أمس مصلحة الولادة بمستشفى القبة بالعاصمة استقبال إحدى السيدات التي كانت تعاني آلام المخاض وكادت تضع مولودها على عتبة المستشفى، بدعوى أنها لا تقيم بالمنطقة، وهو ما عرّض حياة المريضة للخطر بعد أن تعرضت لنوبة ربو حاد، وهو ما يدعو للتساؤل مجددا حول الخدمة العمومية التي يفترض أن تقدمها المستشفيات للمرضى بغض النظر عن مكان إقامتهم وفيما إذا كانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على دراية بهذا النوع من الممارسات الخطيرة التي تحدث في مستشفياتنا. ما حدث أمس بمستشفى القبة بالعاصمة، وقفت »صوت الأحرار« على حيثياته، حيث أنه أغرب من أن يصدقه عاقل، فقد توجهت السيدة »ت.غ« في حدود الساعة العاشرة صباحا إلى مصلحة الولادة بالمستشفى المذكور بعد أن فاجأتها آلام المخاض وأدركت أن ساعة الولادة حانت ولا مجال لتأجيلها إلى حين العودة إلى مقرّ إقامتها، إلا أن الغريب في الأمر والذي لا يحدث حتى في مستشفيات الدول الأكثر تخلفا في العالم هو أن يرفض القيّمون على مصلحة الولادة استقبال السيدة بحجة أنها لا تقيم في بلدية القبة. وببرودة أعصاب وإصرار على تطبيق التعليمات والإجراءات التي راح يسردها الموظفون، تركت المريضة التي توشك على وضع مولودها تتألم لوقت طويل في أروقة المستشفى غير مكترثين لما يمكن أن تتعرض له السيدة أو مولودها من خطر، وهو ما حدث بالفعل عندما أصيبت السيدة بنوبة ربو حادة كادت تودي بحياتها على عتبة المستشفى ورغم إلحاح أقارب السيدة إلا أن القيمين على المصلحة لم يكن على لسانهم إلا نغمة واحدة وهي تطبيق التعليمات التي لا تسمح بتوليد سيدة لا تقيم في المناطق التي تدخل ضمن النطاق الجغرافي التابع لمستشفى القبة وكأن السيدة اختارت موعد الولادة وساعة المخاض، متجاهلين مخالفة قانونية أخرى يعاقب عليها القانون وهي عدم إسعاف ونجدة شخص في خطر. وبعد أخذ ورد ومعاناة كبيرة وآلام لا تحتمل واستغاثات لا تنتهي، تدخلت إدارة المستشفى ورخصت بقبول السيدة الآنفة الذكر إلى مصلحة الولادة لتضع مولودها، لكن السؤال الذي نطرحه في هذا المقام، هل كان من الضروري والمناسب تعريض حياة شخصين للخطر بسبب إجراءات إدارية؟ وهل للجزائريين الحق في تلقي العلاج في أي من مستشفيات الوطن أم أنهم مطالبون باختيار مواعيد المرض بدقة بما يتناسب مع الأماكن التي يرتادونها. الأكيد أن قصة السيدة »ت.غ« واحدة من مئات القصص الغريبة التي تحدث يوميا عبر الوطن في مستشفياتنا والتي تطالعنا الصحف أحيانا ببعضها، فالعديد من الأطفال ولدوا على قارعة الطرقات وآخرين في السيارات خلال رحلة البحث عن مستشفيات تستقبل المرضى دون السؤال عن أماكن إقامتهم أو مسقط رأسهم، لأنهم في النهاية مواطنين جزائريين وقبلها هم بشر يفترض إسعافهم متى كانوا بحاجة لذلك، وهو الانشغال الذي ننتظر أن تجد له وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات حلا عاجلا وأن تضع حدا لهذا النوع من الممارسات التي تحدث في أغلب مستشفياتنا دون مراعاة ما قد يترتب عن هذه الممارسات البائدة من أخطار على صحة وحياة المواطنين.