تشهد شبابيك مراكز البريد التي تنتشر في مختلف جهات البلاد إقبالا كبيرا من المواطنين بسبب ارتفاع سقف الحاجيات في شهر رمضان مقارنة بأشهر السنة العادية، وهو ما يستدعي توفير سيولة مالية تتناسب وطبيعة المشتريات، لكن أمام هذه المعادلة يبقى تحصيل المواطن لنقوده من مراكز البريد بأسرع وقت ضربا من المستحيل، بسبب الطوابير التي باتت تقيد الجزائريين، بل ودخلت برنامجهم، خاصة أمام الشباك حيث يصطدم بأن لا يتجاوز المبلغ 15 ألف دينار جزائري في بعض مراكز البريد بسبب نقص السيولة. وحول هذا، قال صهيب 33 سنة، رب أسرة، ل »صوت الأحرار« خلال الجولة الإستطلاعية التي قادت »صوت الأحرار« لبعض مراكز البريد أمس، »اطمئنت قلوبنا لما سمعنا أن هذه السنة اتخذت إجراءات استباقية لتخفيف الزحام أمام المراكز البريد، لكن بقيت دار لقمان على حالها«، وتابع يؤكد »لماذا لا يتم اعتماد نظام الدفع ببطاقات القرض ونتخلى عن استعمال السيولة بصفة نهائية، هل نختلف عن باقي الدول العربية نحن؟«. أما المتقاعد الحاج محمد وجدناه داخل الطابور بمركز البريد بساحة الشهداء، ولكن في أتم الراحة ولا تظهر عليه معالم القلق، قبل أن يتوجه إلينا بسؤال: »لم العجلة يا بني، عام يأتي عام والتقليد يعيد نفسه«، ليؤكد شاب في العشرينيات بجانبه أن القضاء على الاكتظاظ والفوضى داخل مراكز البريد يستوجب على الجهات المسؤولة تطوير آلياتها وتزويد مختلف مراكز البريد بالوسائل التكنولوجية والموارد البشرية اللازمة للتخفيف من ضغط الطلبات وللإرتقاء بمستوى الخدمات المالية، والعمل على توفير السيولة المالية بما أن الجزائر تعيش في بحبوحة مالية غير مسبوقة«. لكن ما لمسناه خلال جولتنا هو حالة التذمر للزبائن واستياؤهم المتواصل مما وصفوه تقليد الطوابير عشية شهر رمضان من كل عام، فالطاهر شيخ على عتبة السبعين ذكر أنه قدم إلى مركز البريد في حدود الساعة السابعة والنصف أي قبل نصف ساعة من موعد فتح المركز ومع ذلك تفاجأ بوجود بعض التجار قبله في الانتظار، مطالبا برفع عدد مراكز البريد وتطوير خدماتها ومضاعفة عدد أعوان البريد حتى تلبى الخدمة باحترافية.