عاشت مختلف مراكز البريد على مستوى القطر الوطني حالة من التأهب القصوى نتيجة حلول عيد الفطر المبارك ،حيث تستغل اغلب الطبقات الشغيلة الفترة لاستخراج رواتبها من اجل صرفها على مستلزمات العيد من ألبسة للأطفال والحلويات ،غير أن مشكل الاكتظاظ ونقص السيولة في العديد من المراكز جعل المواطنين يعبرون عن تذمرهم وغضبهم من عدم تواجد تنسيق محكم قد يغنيهم من الانتظار لساعات طويلة أمام الشبابيك بحيث لم يقتصر المشكل عند هذا الحد بل تعداه إلى تسجيل نقص في مادة الخبز والحليب عبر مختلف المحلات عشية عيد الفطر. مشكل نقص السيولة والاكتظاظ بمراكز البريد إلى جانب نقص كبير في التزود بمادتي الحليب والخبز عبر مختلف مناطق الوطن، تتكرر سنويا لتعود إلى الواجهة كلما حلت المناسبات خاصة منها الدينية حيث يعيش المواطن عشية عيد الفطر هذا على أعصابه بسبب جملة من تلك المشاكل التي تزيد من ثقل كاهله بعدما يشد الرحال من جديد في رحلة البحث عن محلات قبل المناسبة بكثير لاقتناء اكبر قدر وكمية من تلك المستلزمات التي تكون في اغلب الأحيان مفقودة يومي العيد وان وجدت أبواب المحلات مفتوحة تكون الطوابير بها كبيرة بسبب غلق العديد منها وسفر عمالها إلى ذويهم ونفس الأمر ينطبق على مراكز البريد التي تعيش هذه الأيام الأخيرة المصادفة لعيد الفطر المبارك حركة غير عادية طوابير من المواطنين..ضجيج..نرفزة على الوجوه هي الأجواء الغالبة على معظم مراكز البريد على المستوى الوطني عشية عيد الفطر المبارك ،الكل ينتظر دوره أمام طوابير لا متناهية من المواطنين لاستخراج راتبه الشهري من اجل صرفه على مستلزمات العيد من ألبسة للأطفال والحلويات يحدث هذا بالرغم من الإجراءات التدعيمية الأخيرة التي باشرتها مؤسسة بريد الجزائر منذ الأسبوع الماضي وهو آخر أسبوع للشهر الفضيل بعدما قررت فتح مكاتبها الكبيرة بعواصم الولايات والدوائر من العاشرة ليلا إلى منتصف الليل بهدف السهر على تمكين زبائنها من الاستفادة من الخدمات البريدية في أحسن الظروف قررت بريد الجزائر فتح بعض مكاتبها بعد الإفطار من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية منتصف الليل إلى غاية عشية يوم العيد. وبالرغم من التطمينات التي قدمت من طرف مؤسسة بريد الجزائر حول توفير الجو المناسب للزبائن قبيل العيد وتسهيل عملية استخراج رواتبهم مع توفير السيولة المطلوبة خاصة وان مشكل نقص السيولة التي عرفتها بعض مكاتب البريد قد تم تجاوزها ويمكن لأي زبون سحب الأموال من أي مركز بريدي على المستوى الوطني حسب المسئولين عن القطاع بحكم اقتراب موعد عيد الفطر والدخول الاجتماعي، أين يعرف الأسبوع الأخير من رمضان حركة غير مسبوقة للمواطنين في سحب أموالهم استعدادا لهذه المناسبة غير أن التطمينات تلك لم يعمل بها على مختلف المراكز أين تشهد بعضها اكتظاظا للمواطنين قد يصل إلى غاية الشارع وفوق أشعة الشمس المحرقة لساعات طويلة خاصة على مستوى المراكز المتواجدة بالأحياء الشعبية في حين اشتكى مواطنون آخرون من نقص السيولة فبعد انتظار يدوم لأكثر من ساعة يتفاجا البعض بتعليقات وأصوات تفيد بنفاذ النقود أو السيولة وهو ما يجعل الزبون يعيش توترا خاصة وان الوقت قد نفذ من اجل التحضير لهذه المناسبة وخير دليل على ذلك ما حدث في مركز حجوط في تيبازة سهرة أمس الأول، في حين تعيش مراكز أخرى على وقع الفوضى والشجارات المتتالية التي لا تطاق يحدث هذا في ظل عزوف اغلب الزبائن من استعمال بطاقات السحب المغناطيسية التي لا تزال تمثل بالنسبة لهم هاجسا لجهل استخدامها تارة والتخوف من أنهم يجدون أموالا ناقصة في رصيدهم بعد استعمال تلك البطاقة التي لا تزال محل استهجان جل المواطنين. يشار في الأخير إلى أن قيمة المعاملات المالية التي تمر عبر شبابيك مراكز البريد عبر الوطن بلغ أكثر من 26 ألف مليار دينار سنويا، تم تسجيلها سنة 2008 وذلك راجع إلى ارتفاع أو الزيادة في أجور العمال الأخيرة حسب ما تداوله مسئولو قطاع البريد.