ما تزال السيولة المالية على مستوى مختلف مراكز بريد الجزائر ترهق المواطن وتزيد من متاعبه كلما قصد المركز البريدي، حيث يصطدم بإحدى العقبات، الأولى تتمثل في انعدام السيولة على مستوى البريد، أما الثانية فتكمن في الإزدحام الكبير الذي يواجهه في بعض المراكز التي تتوفر على السيولة، في حين تبقى شريحة أخرى من المواطنين تنتظر ساعة الفرج التي طالت وتمتنع كليا عن البقاء ساعات أمام شبابيك البريد المكتظة صباحا ومساء· وبينما كنا نحاول معرفة أوضاع السيولة المالية في بعض مراكز العاصمة، فوجئنا بحركة احتجاجية قام بها عمال مركز البريد المتواجد على مستوى شارع ''ميسونيي''، حيث توقف العمال، نهار أمس، لمدة ساعتين احتجاجا على ظروفهم المهنية التي لخصها لنا أحد العمال هناك وتتمثل: 1 المطالبة بمنح المردودية خلال فترة 40 شهرا الماضية 2 رفع الأجور الذي لم يستفد منه العمال منذ سنة ,2008 بما فيها الزيادة التي استفادوا منها آنذاك· 3 مشاكل إدارية ومهنية تتمثل أساسا في الترقية 4 عدم تلقي بعض العمال الذين كلفوا بمناصب مرحلية من منحة المنصب· ولئن كان بعض العمال على مستوى بريد ميسونيي قد أكدوا لنا بأن الحركة الاحتجاجية ذات صبغة وطنية، فإن الحال لم يكن كذلك على مستوى بعض مراكز البريد المحاذية لها وبالتحديد المتواجدة بشارع حسيبة بن بوعلي أو ساحة أول ماي، إذ بالإضافة إلى توفرها على السيولة المالية، فإنها لم تعرف أي حركة احتجاجية، حيث وجدنا شبابيك المراكز تعمل بشكل عادي مع تواجد مكثف للمواطنين وهو أمر طبيعي، باعتبار أن السيولة المالية لا تتواجد في كل مراكز البريد، وهو ما زاد في الإقبال على تلك التي زودت بالسيولة· وقد سمحت لنا دردشة قمنا بها مع بعض عمال مراكز البريد بالتأكد من صحة الاحتجاجات التي بدأت في بريد ''ميسونيي''، وقد علمنا بأن هناك منشورات تحضر للقيام بهذه الاحتجاجات ذات الصبغة المهنية التي ذكرناها آنفا، كما أن مشكل نقص السيولة التي تعاني منه بعض مراكز البريد يتعدى، حسب بعض العاملين، مسؤولية المدير العام للبريد الجزائري، وبعبارة أخرى لم تعد القضية بين البريد والبنك الوطني الجزائري، بل أن المعادلة، حسب أحد العمال، أصبحت بين الوزارة المعنية والبنك الجزائري· وفي هذا الصدد، ذكر لنا بأن المدير السابق للبريد قد أقيل من منصبه بسبب التصريحات التي أدلى بها واتهم بموجبها البنك الجزائري باعتباره مسؤولا عن نقص السيولة التي تعرفها مراكز البريد عبر التراب الوطني· وإذا كانت الاحتجاجات التي يعتزم عمال البريد القيام بها مستقبلا تعتبر مشروعة حسبهم ، فإن ذلك من شأنه أن يزيد من متاعب المواطن في قضاء حاجاته بالبريد، وهو ما عبر لنا عنه العديد من المواطنين الذين التقيناهم، حيث أكدوا لنا أن يومياتهم في مراكز البريد أصبحت لا تطاق، وأن الأمر بات حقا يؤرقهم، خاصة وأن مشكلة انعدام السيولة الكافية ليس وليد الساعة بل تمتد إلى أشهر عديدة، فكلنا مثلا يتذكر ما حدث خلال عيد الأضحى المبارك والمشاكل التي واجهت المواطنين في بعض مراكز البريد· وفي انتظار المستجدات التي ستطرأ على مستوى السيولة أو الاحتجاجات التي بدأت تلوح في أفق مراكز البريد، يبقى المواطن هو الضحية الوحيدة فيما يحدث بالبريد الجزائري·