ارتفع سعر وجبة الإفطار العادية بمطاعم العاصمة هذه السنة إلى 350 دج ما جعل العديد من المواطنين الذين يقضون شهر رمضان بعيدا عن الأهل يقصدون مطاعم الرحمة التي أصبحت تشهد بدورها اكتظاظا ملحوظا بداية من الساعة السادسة مساء، بالرغم من كون آذان الإفطار يتأخر إلى الساعة السابعة و53 دقيقة. يبدو أن جل أصحاب المطاعم على مستوى حي »طنجة« وسط العاصمة اتفقوا على سعر واحد لوجبة الإفطار العادية وقدروها ب350 دج وتشمل »شُربة فريك« وطبق ثاني يختاره الزبون بين »شطيطحة دجاج« أو »شطيطحة لحم« أو طبق كريات لحم مفروم أو طبق »كباب« وقارورة مشروبات غازية كبيرة يتقاسمها أربع زبائن في طاولة واحدة، وهو نفس الشيء الذي تشهده الأحياء الشعبية الأخرى كحي بلوزداد وحي باب الوادي وبعض الأحياء المنتشرة على مستوى بلدية الشراقة وبلدية أولاد فايت وباب الزوار المعروفة باحتوائها على عدد كبير من العمال القادمين من مختلف الولايات. في هذا السياق، أكد أحد العاملين بمطاعم حي »طنجة« أن هناك من المطاعم الشعبية التي فضل أصحابها الغلق تماما والركون إلى الراحة خلال هذا الشهر الفضيل بسبب غلاء مختلف أنواع اللحوم مما يُصعب عليهم اعتماد سعر يكون في متناول الزبائن، بينما فضل البعض الآخر العمل بسعر 350 دج وضمان زبائنه عبر الاتفاق مع عدد من العاملين في المقاهي ومحلات الحلاقة البعيدين عن أهاليهم بتناول وجبات فطورهم لديه واللجوء إلى حد اعتماد طريقة التسجيل في الفترة الصباحية، أما بعض المطاعم ففضل أصحابها فتحها كمطاعم للرحمة بعدما وجدوا التمويل من قبل المواطنين الخيريين. وبالنظر إلى ارتفاع سعر وجبة الإفطار مقارنة بالقدرة الشرائية، لجأ العديد من المواطنين وعابري السبيل إلى مطاعم الرحمة المنتشرة عبر بعض الأحياء، ما جعل هذه الأخيرة تشهد اكتظاظا كبيرا بداية من الساعة السادسة مساء، وقال علي.ب عامل بإحدى محلات الحلاقة وسط العاصمة أن ما يدفعه إلى اختيار مطاعم الرحمة بدل المطاعم العادية هو غلاء الوجبة ناهيك عن كونها ناقصة في محتواها مقارنة بالسعر الذي حُدد لها، نفس الشيء أكده لنا فؤاد.م إطار بإحدى المؤسسات الخاصة، وذهب يقول »لم أكن في السابق أقصد بتاتا مطاعم الرحمة كي أترك الفرصة لمن ليس لديه أي مدخول لكن أصحاب المطاعم العادية يدفعوننا بتصرفاتهم إلى تفضيل مطاعم الرحمة بدل دفع 350 أو 400 دج يوميا دون الاستفادة من وجبة كاملة«. أما عبد الغني.ب، فأكد بأنه لا يُفضل تماما تناول وجبة الإفطار بمطاعم الرحمة من منطلق أنه »يستحي« من ذلك ومن أن يلتقي بمعارفه خاصة وهو عامل بإحدى المؤسسات الخاصة المُحترمة موضحا أنه يلجأ كل سنة إلى توفير مصروف كل وجبات الإفطار قبل قدوم شهر رمضان من أجل تفادي الذهاب إلى مطاعم الرحمة. ويقول »عمي حسين« المُشرف على مطعم الرحمة التابع للاتحاد العام للعمال الجزائريين، فرع السكك الحديدية، الكائن بشارع حسيبة بن بوعلي، أن المطعم وعكس السنوات الماضية يشهد إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية مؤكدا أن الأمر لا يقتصر فقط على المعوزين والمتشردين بعد أن سجل توافدا نوعيا شمل العائلات ميسورة الحال وحتى إطارات بمؤسسات مختلفة موجودة وسط العاصمة، وبدوره أرجع »عمي حُسين« هذا الإقبال إلى ارتفاع أسعار الوجبات بالمطاعم العادية موضحا أن مطعم الرحمة مفتوح أمام الجميع »ولا نستطيع إرجاع أي صائم«. ومن المآخذ التي سجلها بعض الذين تحدثوا إلينا أن أصحاب المطاعم العادية يلجأون في كثير من الأحيان إلى الانقاص من محتوى الأطباق ما يجعل الزبون لا يقتنع بما يُقدم له مقارنة بما يدفعه من سعر.