أُصيب عدد من المواطنين بالعاصمة برمد العيون الذي بدأ ينتشر منذ حوالي شهر وأصبح حديث السكان ببعض المناطق كالدويرة، الشراقة، تسالة المرجة، أولاد فايت، والرويبة وكذا منطقة حمادي التابعة لولاية بومرداس. في هذا السياق، أكد الدكتور »س. ي« مختص في طب العيون أنه استقبل في الفترة الأخيرة عدد معتبر من المرضى الذين يشتكون من احمرار العين وبعد الفحص تبين أنه رمد العيون الحُبيبي مبديا في الوقت نفسه خشيته من الانتشار السريع لهذا المرض المُعدي. لم يشهد هذا المرض لغاية الآن انتشارا واسعا لكنه أصبح حديث العام في بعض المناطق بال عاصمة خوفا من الانتشار السريع له باعتبار أنه مُعد، وباعتبار أن الجزائر العاصمة وبعض ولايات الوطن كانت مسرحا له خلال السنوات الماضية ووصل الأمر آنذاك إلى حد الانتقال إلى مرحلة الوباء بعدما أُصيب عشرات الآلاف به. ويُعتبر رمد العيون أحد الأمراض المُعدية، بحيث تصاب إحدى العينين أو كلتاهما باحمرار وحكة، وقد ترافق ذلك رؤية ضبابية وحساسية تجاه الضوء، ويشعر المصاب ب»زغللة« في العين أو يعاني من تصريف يتجمع خلال الليل. وتشكل هذه الأعراض علامة إصابة بكتيرية أو فيروسية تعرف بالرمد، كما تدعى هذه الحالة طبياً بالتهاب الملتحمة وهي عبارة عن التهاب غشاء الملتحمة الذي يبطن الجفون وجزءاً من مقلة العين، وبسبب الالتهاب، يؤدي الرمد إلى تهيج العين إلا أنه لا يؤذي البصر، ولكن من الأهمية بمكان تشخيص الحالة وعلاجها باكراً لكونها سريعة العدوى، وفي بعض الأحيان من شأن الرمد أن يولد مضاعفات لدى المصاب. وفي دردشة جمعتنا ببعض ضحايا هذا المرض، أكد لنا س. م الساكن ببلدية الشراقة، أنه تأخر في بداية الأمر عن مراجعة الطبيب رغم احمرار عينه اليُمنى لكن مباشرة بعد انتقال العدوى إلى العين الأخرى اتصل بالطبيب الذي أكد له نوع المرض ونصحه بكون هذا الأخير مُعد وعليه الاحتياط من نقله للآخرين داخل المنزل أو في العمل أو لدى تنقله في الحافلة، نفس الشيء بالنسبة للمواطن ب.ط الساكن بتسالة المرجة والذي كانت ابنته التي لا تتعدى السبعة أشهر هي أول الضحايا قبل أن تنقل المرض إلى أخيها ثم والدتها، وهو حال ف.ب الذي شهد نفس المُشكل فبعد أن تعرضت ابنته التي لا تتعدى الأربعة أشهر إلى هذا المرض نقلته بدورها إلى كافة العائلة. نفس الشيء بالنسبة إلى المواطن س. ب الذي أكد لنا تعرض ابنه البالغ من العمر 18 سنة إلى ذات المرض بعدما تلقى العدوى من أحد زملائه، والمُلاحظ ان المرض لا يقتصر على الجزائر العاصمة بل ينتشر كذلك في بعض مناطق ولاية بومرداس، وهو الأمر الذي أكده لنا »ب.ع« الساكن بمنطقة حمادي والذي تعرضت بدورها ابنته الصغرى لنفس المرض دون أن يتم اكتشاف من أين التقطته. وتعتبر هذه الحالات عينة بسيطة من مجموع الحالات التي تشهدها الجزائر العاصمة منذ أكثر من شهر ولحُسن الحظ فإن المرض لم ينتشر لغاية الآن بشكل كبير لكنه قد يحدُث ذلك من حين لآخر في حال عدم اتخاذ المرضى للاحتياطات التي يُوصي بها الطبيب عادة والمتمثلة أساسا في، الامتناع عن لمس العين، غسل اليدين باستمرار، تغيير المناشف يومياً وعدم مشاركتها مع الغير، تغيير أغطية الوسائد ووجوه أو أكياس المخدات كل ليلة، التخلص من مستحضرات تجميل العين بالنسبة للنساء وعدم استعمال المناديل أو غيرها من الأغراض الشخصية الخاصة بالغير.