سنكافح الإرهاب عبر مكافحة الأنظمة المستبدة سعت الحكومة البريطانية، أمس، إلى التقليل من شأن تقارير إعلامية بريطانية تحدثت عن نهب المئات من الصواريخ المضادة للطائرات من ترسانة القذافي، وقال باري مارستون، الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث، في تصريحات ل''الخبر''، إن حكومة بلاده تعتقد أن ''الوضع في ليبيا تحت السيطرة''. وكشف في هذا الشأن عما يشبه إستراتيجية جديدة في مكافحة الإرهاب. وفي معرض جوابه عن سؤال ل''الخبر'' حول ما نقلته صحيفة ''الأندبندنت'' البريطانية، أمس، عن اختفاء 480 صاروخ من مخازن القذافي المنهوبة، واحتمال وقوعها في أيدي جماعات إرهابية، قال المسؤول في الخارجية البريطانية إن بلاده تتابع الوضع الميداني في ليبيا باهتمام بالغ، لكنه أضاف: ''في اعتقادنا الوضع في ليبيا تحت السيطرة''. وقلل مارستون من شأن التقارير التي تتحدث عن نهب مخازن السلاح في ليبيا، مؤكدا أن المجلس الانتقالي الليبي يعمل حاليا على جمع واحتواء هذه الأسلحة، وقال في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' من لندن ''نحن نثق في الحكومة الليبية الجديدة، التي ستتعامل مع الوضع رغم صعوبته''. وأفادت صحيفة ''الأندبندت''، أمس، أن مئات الصواريخ المضادة للطائرات تعرضت للنهب من ترسانة أسلحة الزعيم المخلوع معمر القذافي، ما أثار المخاوف من احتمال وقوعها في أيدي الجماعات الإرهابية. وقالت الصحيفة البريطانية إن 480 صاروخ روسي الصنع من طراز ''أس إيه ''42 مصممة للاستخدام ضد الطائرات الحربية الحديثة، كانت بين الصواريخ التي تعرضت للنهب، فضلا عن كمية من النسخة القديمة لهذه الصواريخ ''أس إيه ''9 و''أس إيه ''7 القادرة على إسقاط الطائرات التجارية، والتي يسعى تنظيم القاعدة للحصول عليها. لكن المسؤول البريطاني قلل من شأن هذه التقارير، وأبلغ ''الخبر'' أن حكومة بلاده تنتظر من المجلس الانتقالي الليبي، الذي يدير شؤون البلاد في الوقت الراهن، الالتزام بتعهداته في ''الإشراف على الانتقال إلى وضع ديمقراطي يُسمح فيه للشعب الليبي باختيار حكامه الجدد بكل شفافية عبر انتخابات حرة''. وشدد المسؤول البريطاني على أن حكومة بلاده ''مرتاحة للمستقبل في ليبيا بناء على رؤية المجلس الانتقالي التي هي رؤية منفتحة على الجميع، ومن مصلحتنا أن تسود الديمقراطية وتتوفر الحريات في ليبيا''. وعن مستقبل المنطقة في ظل التوتر وعدم الاستقرار وإمكانية تسرب السلاح المنهوب إلى الجماعات الإرهابية النشطة في دول الساحل، أبدى المسؤول البريطاني تفهمه لبواعث القلق هذه، لكنه قال إن الغرب بدأ يقتنع بأن زمن التعامل اللين مع الأنظمة المستبدة يجب أن يتغير. وأشار مارستون في تصريحات تشبه الاعتراف أن ''الغرب في السنوات الماضية تعامل مع الأنظمة المستبدة من أجل مكافحة الإرهاب، والآن ليس من مصلحتنا التعامل مع تلك الأنظمة فهي لا تحارب الإرهاب بل تزيد الوضع سوءا وتخلق المناخ المناسب لانتشاره''. وذهب المسؤول البريطاني إلى أبعد من ذلك عندما حمّل الحكومات غير الديمقراطية مسؤولية ازدياد كراهية شعوب المنطقة للغرب.