نفى، القيادي السابق في نظام معمر القذافي، عبد السلام التريكي، الاتهامات التي ساقها ضده حزب الأرسيدي، والقائلة أن »القذافي يكون قد منح أموالا للرئيس بوتفليقة عن طريق عبد السلام التريكي نظير إيواء عائلته«، وأرجع التريكي اتهامات سعيد سعدي إلى ما وصفه »تصفية حسابات داخلية«، مؤكدا أنه لم يلتق بوتفليقة ولم يزر الجزائر منذ مدة، واصفا بوتفليقة ب»الرجل النزيه«. أثار البيان الصادر عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يتزعمه سعيد سعدي، استياء واستغراب عبد السلام التريكي القيادي السابق في النظام الليبي، إذ زعم الأرسيدي أن الرئيس بوتفليقة عقد »صفقة غريبة« مع معمر القذافي، تنص على تقديم الزعيم الليبي أموالا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة مقابل إيواء عائلته، وأضاف بيان الأرسيدي الذي يبدو قصة خيالية أبدع في نسج خيوطها كاتبوها، أن القيادي السابق في نظام القذافي عبد السلام التريكي هو من تكفل بنقل الأموال إلى الرئيس بوتفليقة، وهي الاتهامات التي نفاها أول أمس عبد السلام التريكي جملة وتفصيلا في تصريح أدلى به لقناة »الجزيرة«، حيث شدد على تكذيب ما ورد في البيان من خلال تأكيده انه لم يزر الجزائر منذ مدة طويلة ولم يلتق الرئيس بوتفليقة كذلك، وذهب الرجل في تكذيب مزاعم الأرسيدي إلى حد وصف اتهاماته بعملية »تصفية الحسابات الداخلية في الجزائر« في إشارة إلى خطورة ما أقدم عليه التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية. عبد السلام التريكي الذي وصف الرئيس بوتفليقة بالرجل النزيه، كشف أنه منذ اندلاع الثورة في ليبيا قام بمراسلة الرئيس بوتفليقة وسفير الجزائر بالقاهرة عبد القادر حجار من أجل افتكاك اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي ضمن مساعيه التي يقوم بها في إقناع دول العالم بنهاية شرعية نظام القذافي، وجاء إبراز هذا الجهد من قبل التريكي ضمن سياق إثبات ولائه للثوار وانشقاقه عن نظام معمر القذافي، عكس مزاعم الأرسيدي الذي صنف عبد السلام التريكي ضمن المقربين للقذافي. وفي سياق اتهاماته الخطيرة لرئيس الجمهورية عقب استقبال الجزائر لأفراد من عائلة القذافي لأسباب إنسانية مثلما أكد ذلك الوزير الأول وزير الخارجية، أورد الأرسيدي »أنه في الماضي القريب عرض القذافي على الرئيس بوتفليقة منح إقامة السفارة الليبية بالجزائر لعائلة الرئيس بوتفليقة، ومنذ ذلك الوقت قام التريكي المقرب من العقيد القذافي آنذاك بعدة زيارات للجزائر«، وهو الأمر الذي استغرب له التريكي لكونه حسب تصريحه لم يزر الجزائر منذ مدة ولم يلتق الرئيس بوتفليقة. وواصل الأرسيدي نسج روايته بشيء من التفاصيل المثيرة والغريبة في آن واحد حين يتهم الرئيس شخصيا »بتلقيه العديد من الهدايا المشكوك فيها من طرف القذافي«، مشيرا إلى أن التريكي وأثناء زياراته للجزائر »كان دائما يقوم بلقاء بوتفليقة بمقر إقامته بسيدي فرج حاملا معه حقائب مشكوك فيها«. وأضاف حزب سعيد سعدي أن عائلة القذافي متواجدة حاليا بإقامة الدولة ببوسفر بوهران، مشيرا إلى أن »الرئيس بوتفليقة كلف قائد أركان الجيش الجنرال قايد صالح شخصيا باستقبال أفراد عائلة العقيد الليبي، التي قدرها بحوالي 60 فردا«. والظاهر أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يتزعمه سعيد سعدي قد فقد أي صلة له بالواقع، يعد أن فقد بوصلته السياسية إبان المسيرات السبتية التي كان يدعو لها الصائفة الماضية ولقيت فشلا ذريعا، حيث بلغ الأمر إلى حد تهجم المواطنين على الدكتور سعدي في سياق تعبيرهم عن رفضه وأطروحاته السياسية، وهو الأمر الذي خلف حالة من الاستياء لدى سعدي، مما جعله يتسلق موجة الأزمة الليبية لتصفية حساباته السياسوية ومغازلة الغرب بحثا عن دور معين ولو عن طريق الدعم الخارجي، ويتضح هذا من خلال الاتهامات الخطيرة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا.