رغم أن القوة العسكرية للعقيد معمر القذافي لم تتأثر كثيرا بالضربات الموجعة التي تتلقاها من قوات التحالف، إلا أن المؤشرات تؤكد بأن نظامه في طريق الانهيار مع تواصل النزيف داخله، وحديث عن انشقاق أمين اللجنة الشعبية العامة عبد العاطي العبيدي الذي وصل إلى تونس، لينضم إلى موسى كوسا وعلي التريكي وآخرين من صلب نواة الحكم· أكدت، مساء أمس، وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن مصادر أمنية أن عبد العاطي العبيدي أمين اللجنة الشعبية العامة الليبي المكلف بالشؤون الأوروبية قد عبر بالفعل، صباح أمس الأحد، من المعبر الحدودي برأس الجدير واتجه نحو مطار جربة جرجيس واتجه بعد ذلك إلى اليونان· ورغم أن الوكالة التونسية لم تضف أكثر من هذا الخبر، إلا أن ملاحظين للشأن الليبي وتطوراته الأخيرة، أكدوا أن العبيدي قد انشق عن نظام القذافي على غرار وزير الخارجية موسى كوسا، وعلي عبد السلام التريكي وعبد الرحمن شلقم وأحمد قذام الدم وغيرهم· وعلى الصعيد الميداني، تجدد القصف العنيف من قبل كتائب العقيد معمر القذافي على مصراتة أهم معاقل الثوار في غرب ليبيا، في وقت تمركز فيه الثوار على مشارف البريقة شرقي البلاد بعد تغييرات في قيادتهم العسكرية· وأفاد سكان بأن شخصا واحدا على الأقل قتل وأصيب عدة أشخاص في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد عندما أصيب مبنى في المدينة المحاصرة التي تبعد نحو 200 كلم إلى الشرق من طرابلس· وتواصل الكتائب الأمنية الموالية للقذافي هجماتها على مدينة مصراتة· وأظهرت صور واردة من هناك حرب شوارع عنيفة تدور في أحد أحياء المدينة بين قوات القذافي ومجموعات من الثوار المدافعين عنها· في غضون ذلك أكدت مصادر إعلامية، بأن الثوار الليبيين باتوا على مشارف البريقة من ناحية الشرق، بعدما كانوا قد دخلوا المدينة، صباح أول أمس، واشتبكوا مع كتائب القذافي· وقد اضطر الثوار إلى الانسحاب والمرابطة على الأطراف الشرقية للمدينة بعد معارك عنيفة· وقال مصدر إعلامي إنه رأى سبع جثث لعناصر من كتائب القذافي وعشر شاحنات صغيرة محترقة على الطريق بين البريقة وأجدابيا· ويأتي هذا التطور بعد تغييرات أجراها المجلس الوطني الانتقالي على القيادة العسكرية للثوار، حيث أعلن عن تشكيل قيادة موحدة لهم تولاها وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس ليصبح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة في جيش التحرير الوطني· وجاء قرار المجلس في ظل مراجعة الوضع الميداني بعد تقدم كتائب القذافي إلى عدة مدن بشرقي ليبيا وبعدما سجل الثوار ارتباكا وتراجعا في صفوفهم ومصاعب في الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها· وفي الجهة الغربية أفاد مصدر إعلامي، بأن كتائب القذافي كثفت من هجماتها على عدة مدن وبلدات يسيطر عليها الثوار، فقد سيطرت الكتائب على مدينة غريان، كما قصفت مدينة يفرن براجمات غراد مما أوقع قتلى وجرحى· وتحاول كتائب القذافي الدخول إلى الزنتان من ثلاث جهات، وهي المدينة المحاصرة منذ أسبوعين· وقال رئيس اللجنة الإعلامية للثوار في مدينة الزنتان عادل الزنتاني إن المدينة تتعرض لقصف مستمر، وهي محاصرة بالكامل وتم قطع المواد الغذائية والمياه والكهرباء عنها· وفي مدينة كتلا جنوب غرب طرابلس حاولت كتائب القذافي دخول المدينة، لكن الثوار تصدوا لهم ومنعوهم من التقدم· وكان الناتو قد أعلن أن الغارات الجوية ضد كتائب القذافي ستستمر، لكن رداءة الأحوال الجوية قلصت غاراته نظرا لتعذر رؤية الأهداف بدقة· وقال الحلف في بيان أول أمس السبت إنه في الأول من أفريل الجاري أقلعت طائرات الناتو 174 مرة وقامت ب74 ''طلعة هجومية''، وأضاف أنه نفذ منذ الخميس الماضي ما مجموعه 363 طلعة و148 طلعة هجومية·