قال، أمس، عبد العزيز بلخادم أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، أن الجزائر تبنت »موقفا موضوعيا وسليما« من الوضع في ليبيا، ينطلق من رفضها للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأكد بلخادم بأن الشعب الليبي هو الخاسر جراء التدخل العسكري الحاصل في هذا البلد. أكد أمين عام الأفلان خلال استضافته في حصة »ضيف الأولى« للقناة الإذاعية الأولى لنهار أمس، تأييده »المطلق« لموقف الجزائر من القضية الليبية، مؤكدا أن الجزائر تبنت »موقفا موضوعيا سليما« ينطلق من حرصها الدائم على أمن واستقرار الشعب الليبي الشقيق على اعتبار أن استقراره من استقرار الجزائر، وأوضح أن الجزائر كانت دوما ضد التدخل في الشؤون الداخلية للدول، خاصة إذا كان هذا التدخل عسكريا ويعني دولة جارة، مضيفا بأنها تؤيد حق الشعب الليبي في تغيير من يحكمه والتمتع بالحرية وممارسة سيادته، لكنه استطرد في نفس السياق بالقول »إن ما يحصل في ليبيا يجعل الشعب الليبي هو الخاسر الأول«. وأوضح بلخادم أن »تجسيد الديمقراطية لا يتحقق من خلال الحروب«، وهو موقف ينسجم تماما مع الموقف الذي عبرت عنه الخارجية الجزائرية منذ بداية المواجهات في ليبيا، على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي، وعلى لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، وحتى الوزير الأول أحمد أويحيى. ويأتي موقف الأفلان فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا على خلفية الأصوات التي ارتفعت هنا وهناك في الداخل منتقدة الدبلوماسية الجزائرية، حيث اعتبرت أن الجزائر لم تتخذ الموقف المناسب في التعاطي مع الاحتجاجات التي تجتاح العديد من الدول العربية، فتأخر الموقف، حسب هذا الطرح، بشأن ما كان يجري في تونس حتى انهار نظام بن علي، وفي مصر أيضا، وأما في ليبيا فيعتقد البعض أن الموقف الجزائري كان سلبيا، وكان من المفروض أن تنحاز الجزائر منذ البداية إلى صف المعارضة ضد نظام العقيد معمر القذافي، ولا تتبنى موقفا محايدا ولا موقفا مؤيدا للنظام القائم.