أعربت روسيا عن استعدادها لبيع مقاتلات من طراز "سو-35" للجزائر في إطار صفقة جديدة تضاف إلى العقود التي ابرمها البلدان في 2006 والمقدرة بأكثر من سبعة مليارات دولار أمريكي، تتضمن تزويد الجزائر بأسراب من الطائرات المقاتلة والدبابات ومنظومة صواريخ متطورة، ولم تكشف موسكو إن كانت الجزائر قد تقدمت بطلب جديد من أجل الحصول على صفقة من السلاح الروسي. أعلن نائب المدير العام لشركة "روس أوبورون اكسبورت" أليكسندر ميخييف في تصريح لوكالة الأنباء الروسية على هامش معرض الطيران والفضاء "فانبورو 2008" الذي يقام بضواحي العاصمة البريطانية لندن من 14 وإلى غاية ال 20جويلية الجاري أن روسيا مستعدة لبيع مقاتلات من طراز "سو-35" إلى الجزائر إلى جانب ماليزيا والهند، الذين وصفهم بالشركاء، مضيفا "نحن على استعداد لتزويدها بهذه المقاتلة في حال أبدت اهتماما بها". وتخطط الشركة الروسية لبيع أكثر من 160 طائرة حربية من نوع "سو-35" في المستقبل، وقال نائب رئيس شركة سوخوي سيرغي كروتكوف في مؤتمر صحفي أول أمس الثلاثاء أن هذا النوع من المقاتلات الجوية تثير اهتمام العديد من البلدان. وتعتبر المقاتلة الجوية الروسية "سو-35" من الجيل الجديد من الطائرات الحربية وهي ذات جودة وكفاءة قتالية عالية حسب المختصين في السلاح الجوي، مدعومة باثنين من المحركات، تجمع بين سهولة المناورة والقدرة على ضرب عدة أهداف في وقت واحد باستخدام نظام التوجيه أو التقليدي للأسلحة النووية وأنظمة الصواريخ، ومن مميزات هذا النوع من المقاتلات الجوية الروسية أنها تحمل رادارا مصفوفا مع هوائي على مراحل، الأمر الذي يمكن هذه المقاتلة الجوية من كشف وتتبع أكثر من 30 هدفا في وقت واحد، بينما الانخراط في العملية القتالية يصل إلى ثمانية أهدف، وجهزت "سو-35" بمدفع من عيار 30 ملم بقدرة إطلاق 150 طلقة، فضلا عن حمولة مقدرة بثمانية أطنان. هذا الاستعداد الروسي لتزويد الجزائر من هذا الجيل المتطور من المقاتلات الجوية يأتي بعد الضجة التي أثارتها مسألة إعادة الجزائر إلى موسكو في شهر ماي المنصرم 15 مقاتلة جوية من طراز "ميغ-29" لرداءة التكنولوجيا المجهزة بها فضلا عن كونها مستعملة مما يخالف العقد الذي أبرم بين البلدين. وتعهد الطرف الروسي بتسليم الجزائر 16 طائرة تدريب من طراز "ياك-130" في مطلع 2009، علما أن هذه الطائرات التي يمكن تحويلها إلى مهمات قتالية محدودة وعند الحاجة كمكافحة الإرهاب تستعمل في عمليات تدريب في وحدات الطيران الجوي، ويأتي ذلك ليسقط كل التكهنات التي بنتها بعض المصادر حول احتمال لجوء موسكو إلى إلغاء صفقة السلاح المبرمة مع الجزائر ووقف تسليم المعتاد التي طلبتها الجزائر على خلفية ما سمي بأزمة طائرات "ميغ-29" التي أعادتها الجزائر إلى صانعها الروسي. وذكر اوليغ ديمتشينكو مدير مؤسسة "ايركوت" التي تنتج هذه الطائرات للصحفيين في معرض الطيران والفضاء الدولي " ايلا- 2008" في برلين أن الجزائر ستكون أول بلد يحصل على هذه الطائرات التي يوجد إقبال كبير عليها الآن، وقد تلقت المؤسسة طلبيات لشراء 150 طائرة من هذا النصف من مختلف البلدان، مع الإشارة أن العقد المبرم مع الجزائر قد تضمن توفير المستلزمات التقنية لصيانة هذه الطائرات وأجهزة التدريب، وكذلك تدريب الطيارين والخبراء الجزائريين في روسيا. وكانت الجزائر قد أبرمت صفقة مع روسيا لشراء طائرات عسكرية تصل قيمتها إلى 3.5 مليار دولار أمريكي، وهي جزء من العقد الذي أبرم بين البلدين خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي السابق فلادمير بوتين للجزائر في 2006 والتي تجاوزت قيمتها السبعة مليارات دولار أمريكي. وتنوعت مشتريات الجزائر من السلاح الروسي بين المقاتلات الجوية وهي أربعين ميغ 29 و 28 وسوخوي و16 طائرات التدريب من طراز ياك 130 فضلا عن أنظمة صواريخ أرض- جو من طراز "أس 300" وحوالي 40 دبابة متطورة من نوع "تي-90" وبطاريات الدفاع المضادة للطائرات "أس-300" و "بي أم يو"، وهي من أحدث المعدات العسكرية ونظام دفاعي أرض -جو بقدرة مشابهة لتدمير الطائرات والصواريخ المعادية.