خرج ظهيرة أمس، المئات من سكّان حيّ الدرب العتيق بوهران لليوم الثاني على التوالي إلى ساحة أوّل نوفمبر بوسط المدينة في احتجاجات سلمية وملغّمة على تأخّر توزيع السكنات الاجتماعية والتي لا تزال حسبهم مجرّد وعود أطلقها الوالي في العديد من المناسبات. احتشد المئات من سكّان الحيّ المصنّف ضمن الأحياء الأكثر تضرّرا من البنايات الآيلة للسقوط، حيث قاموا بقطع الطريق بساحة أوّل نوفمبر بلاسدارم كما قام مجموعة من الشباب بقطع الطريق المؤدّي إلى الميناء، تعبيرا عن سخطهم الواسع جرّاء تأخّر توزيع السكنات الاجتماعية الجاهزة، وحمل المحتجّون لافتات تدين الوعود والتماطل وتصف المعاناة والميزيرية، وقال سكّان الحيّ أنّ الوالي سبق وأن وعدهم بتوزيع السكنات قبل نهاية شهر جوان من هذه الصائفة ثمّ بعد ذلك قبل حلول عيد الفطر ثمّ قبل نهاية شهر سبتمبر إلاّ أنّه لا شيء من هذه الوعود تحقّق في ظروف غامضة لم تلق أيّ توضيحات، كما وعد الوالي بإزالة هذا الحيّ عن آخره واسترجاع العقّارات للنفع العام نظرا لكثرة البنايات المنهارة به، وهو الحيّ الوحيد الذي لن يستفيد من عملية الترميم حسب الوالي الذي أعلن عن هذا المشروع في إطار تحديث المدينة، وقد تمّ استقبال ممثلين عن الحيّ من قبل المير ورئيس الدائرة للتهدئة لكن دون جدوى، وما زاد من توتّر الأوضاع وتأزّمها الوعود الأخيرة بتوزيع حصّة معتبرة من بين 15 ألف وحدة سكنية قبل نهاية شهر سبتمبر، إذ تقرّر الإفراج عن الحصص السكنية الجاهزة لتمكين العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية والأحياء الفوضوية وكذا بالسطوح والأقبية من الاستفادة منها، حيث أكّدت مصادر من دائرة وهران مؤخّرا، أنّ عملية ضبط قوائم المستفيدين تعّد في مرحلتها الأخيرة ليشرع في عملية الترحيل في ظرف أسابيع، وحسب ذات المصادر فإنّ الترحيل سيشمل بادئ الأمر المقيمين بالبيوت القصديرية ثمّ قاطني البنايات الآيلة للسقوط ثمّ أخيرا محتلّي السطوح والأقبية والذين قدّر عددهم حسب الإحصائيات ب1700 حالة، لكنّها تضاعفت تدريجيا بطرق غير شرعية. وبالتالي زاد تلهّف المئات من العائلات للحصول على سكن لائق وسيطرت حالة من القلق والتوتّر بخصوص قوائم المستفيدين بحيث يطمع جميع المتضرّرين خصوصا ساكنة الأحياء العتيقة مثل سانت بيار، الكميل سانت انطوان، سيدي الهوارين الحمري.. في الحصول على سكن، لكن حلول شهر أكتوبر دون أيّ مستجّدات أقلق الجميع كما يجدر بالذكر أنّ سكّان الحمري خرجوا مؤخّرا إلى الشارع احتجاجا على تأخّر توزيع السكنات الذي كان مقرّرا قبل نهاية شهر جوان الفارط، وقد حاول العديد من الشباب إثارة الشغب عن طريق قطع الطريق المجاور للحيّ وتعطيل حركة المرور ورشق المركبات والمنشآت بالحجارة. واستنادا إلى تصريحات والي وهران عبد المالك بوضياف، فإنّ أجندة التنمية بالولاية تحمل مشاريع لإنجاز 22 ألف وحدة سكنية ذات طابع إيجاري اجتماعي ستخفّف من حدّة أزمة السكن تدريجيا في إطار المخطّّط الخماسي الذي يمتّد إلى سنة 2014، مؤكّدا أنّ المشاريع المذكورة بلغت درجة متقدّمة من الدراسة حيث تمّ اختيار المواقع المناسبة التي ستنجز عليها، كما ستشرف على حصّة كبيرة منها مؤسّسات صينية وتركية.