توجه، أمس، أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي على رأس وفد إلى ليبيا لبحث سبل إعمار البلاد، وذلك بعد يوم واحد من افتتاح الاتحاد الأوروبي ممثلية له في طرابلس. وقبيل المغادرة، صرح العربي بأن هذه الزيارة - التي تعد الأولى من نوعها بعد انهيار نظام القذافي - تهدف إلى بحث ما يمكن أن تقدمه الجامعة العربية من مساعدات وجهود لإعادة بناء مؤسسات ليبيا. ويأتي ذلك بعد يوم من افتتاح الاتحاد الأوروبي ممثلية له في ليبيا خلال زيارة قامت بها أول أمس السبت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون، التي أكدت على دعم المجلس الوطني الانتقالي الليبي والمجتمع المدني لتخطي المرحلة الراهنة وبناء دولة ديمقراطية. وقالت آشتون للدبلوماسيين والممثلين الليبيين في البعثة الجديدة للاتحاد الأوروبي »هذه بلدكم نحن هنا لنقدم المساعدة والدعم«. وقد كشفت عن مساعدات خصصها الاتحاد الأوروبي لليبيا تصل إلى عشرة ملايين يورو من أجل المساهمة في بناء القدرات والمؤسسات والمنظمات النسائية الليبية. ويقول دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد هو أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية في ليبيا، حيث تبرع بما يصل إلى 155 مليون يورو )213 مليون دولار( حتى الآن. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي وجد صعوبة خلال الأيام الأولى من الثورة الليبية في إيجاد سياسة مشتركة، غير أنه بدأ ينشط بعد ذلك في العمل على إعادة إعمار البلاد. ومن جانبه عبر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي عن تطلعه إلى دور فعال للدول الأوروبية في بناء مستقبل ليبيا. وأكد عبد الجليل خلال مؤتمر صحفي مع آشتون أن ليبيا ستتبع الإسلام المعتدل وليس المتطرف، وتوقع أن ينتهي العمل من تشكيل الحكومة المقبلة خلال الأيام القادمة. وشدد على أن »ليبيا لن تكون دولة إسلامية متطرفة«، موضحا أنها ستتبع الإسلام المعتدل، في محاولة لطمأنة الغرب بعد تصريحات صدرت عنه قبل شهر قال فيها إن الشريعة الإسلامية ستكون أساس التشريع في ليبيا. وأكد عبد الجليل أن المرأة الليبية ستلعب دورا في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، مشيرا إلى أنها ستكون ممثلة في الحكومة المقبلة. ومن جانبه، قال رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب إن الحكومة الجديدة -التي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها خلال عشرة أيام- لن تضم في عضويتها عناصر من أتباع النظام السابق ومن وصفهم بالوصوليين.