الجزائر - أعلن الحلف الاطلسي "ناتو" يوم الجمعة رفضه لاقتراح نجل قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي لحل الازمة القائمة بليبيا وواصل ضرباته الجوية التي تركزت على ضواحي العاصمة طرابلس وخلفت قتلى وجرحى. وأكد الحلف الاطلسي رفضه مقترح سيف الاسلام القذافي إجراء انتخابات في ليبيا تحت اشراف دولي. وكان نجل القذافي سيف الاسلام القذافي قال لصحيفة "كورير ديلا سيرا" الايطالية اليومية خلال مقابلة نشرت أمس الخميس أنه من الممكن اجراء انتخابات في غضون ثلاثة اشهر مع ضمان الشفافية بحضور مراقبين دوليين. كما رفضت الولاياتالمتحدة مقترح سيف الاسلام حيث أكدت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نالاند امس أن "أي مقترح من قبل القذافي ودائرته فيما يتعلق بإحداث تغير ديمقراطي في ليبيا جاء متأخرا وحان الوقت لرحيل نظام القذافي". من جانبهم رفض المتمردون الليبيون الاقتراح سالف الذكر حيث أوضح المتحدث باسمهم ان "حكومة القذافى فقدت شرعيتها لذا ليس له حق طلب اجراء انتخابات ولن نتفاوض معه". وقال المتحدث ان "المجتمع الدولي يدعو القذافي إلى سحب قواته والسماح بدخول مواد الاغاثة الانسانية للشعب الليبي" مضيفا ان" الخيار الوحيد للقذافي هو التنحي". وشنت طائرات الحلف الاطلسي هجمات جوية اليوم على عدة مناطق بضواحي طرابلس لقي خلالها أربعة أشخاص مصرعهم وجرح أخرون. وفي هذا الإطار أوضح مصدر عسكري ليبي ان طائرات الناتو قصفت في وقت سابق من اليوم مناطق الفرناج وعين زارة وخلة الفرجان بضواحي طرابلس أدت إلى مقتل اربعة مواطنين وجرح آخرون. وذكرت تقارير اعلامية من جانبها أن دوي اكثر من ثمانية انفجارات سمع عقب تحليق لطيران الناتو اليوم تزامنا مع صلاة الجمعة فيما شوهدت سحب من الدخان في سماء المواقع التي استهدفها القصف. وقد أكد الناطق باسم عمليات حلف الشمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا مايك براكن اليوم أن قوات الحلف لا ترى نهاية لعمليتها ما لم يتم تحقيق الشروط المعروفة من قبيل عودة قوات القذافي إلى ثكناتها ووقف تهديداتها للمدنيين. و للتذكير فإن العمليات العسكرية على ليبيا كانت قد بدأت في 19 مارس الماضي وتولاها حلف شمال الأطلسي في31 من الشهر ذاته فيما تدور معارك طاحنة وعمليات كر وفر بين قوات المعارضة و قوات معمر القذافي. في غضون ذلك جددت روسيا دعوتها المجتمع الدولي بتوحيد الجهود لتسوية الأزمة في ليبيا. وأكد مبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى أفريقيا ميخائيل ارجيلوف اليوم الجمعة عقب مباحثاته مع وزير الخارجية التونسي محمد المولدي الكافي أن "المهمة الرئيسية فى التسوية الليبية الآن هى توحيد كل الجهود الدولية فى إطار عملية أو مبادرة واحدة". كما شدد على أن استخدام القوة العسكرية لحل الأزمة السياسية في ليبيا "أمر مستحيل". وكان مارجيلوف قد عقد أمس الخميس مباحثات مع ممثلين عن نظام القذافى في طرابلس كما سبق له أن التقى بقيادة التمرد أثناء زيارته لمدينة بنى غازى الليبية الأسبوع الماضى. وبغرض مناقشة سبل تحقيق تسوية سياسية للأزمة الليبية ودعم ليبيا وشعبها يستضيف مقر جامعة الدول العربية غدا السبت اجتماعا للمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي. وسيحضر الإجتماع الأمناء العامون لهذه المنظمات وعلى رأسهم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وكاثرين أشتون وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي. ومن المنتظر أن يشارك فيه أيضا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلو والمبعوث الخاص الاممي في ليبيا عبد الإله الخطيب بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وهذا هو الاجتماع الثاني لرؤساء الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي الذي يعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في إطار تنسيق الجهود بين هذه المنظمات لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية. وكان الاجتماع الأول قد عقد في 14 أبريل الماضي بالقاهرة وتخلل الإجتماعان اجتماع لكبار المسؤولين في هذه المنظمات الشهر الماضي.