تتجه أزمة حركة الإصلاح الوطني نحو الحسم، بعد أن أقرت الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى الوطني التي أشرف على تنظيمها، نهاية الأسبوع، جناح ميلود قادري، على تحديد تاريخ 31 ديسمبر لعقد المؤتمر الاستثنائي لتسوية الوضعية القانونية للحركة. أكد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني ميلود قادري المتنازع على قيادة الحركة مع الأمين العام حملاوي عكوشي في تصريح ل»صوت الأحرار«، أمس، إن الاجتماع الاستثنائي لمجلس الشورى الوطني المنعقد نهاية الأسبوع، بمقر الحركة، ببئر مراد رايس، تحت إشراف محضر قضائي منتدب من محكمة بئر مراد رايس، أقر تاريخ 31 ديسمبر المقبل لعقد المؤتمر الاستثنائي قصد تصحيح الوضعية النظامية والقانونية للحركة على اثر الأزمة التي تعصف بها منذ سنتين. وتميزت دورة المجلس الشورى الوطني الاستثنائية، بحضور إطارات قيادية سابقة في الحركة، منها رئيسها السابق محمد بولحية الذي قدّم استقالته عقب انتزاع الحركة من الشيخ عبد الله جاب الله، وأيضا النائب الأسبق عدة فلاحي الذي غادر صفوف الحركة إلى حركة النهضة ليستقبل بعدها، ويعود أخيرا إلى حركة الإصلاح مدعما لجناح ميلود قادري، كذلك عودة جمال صوالح رئيس مجلس الشورى الوطني في عهد الأمين العام جمال بن عبد السلام، وعبد العزيز لطرش وغيرهم من المؤسسين للحركة. وتمثل عودة هؤلاء إلى النشاط تحت لواء جناح ميلود قادري، منعرجا في مسار حسم أزمة حركة الإصلاح، بعد تقلص حظوظ جماعة جهيد يونسي وحملاوي عكوشي اللذين يتشبثان بشرعية قيادة الحركة، مما زاد من عمق الأزمة التنظيمية والقانونية للحركة، سيما وأن قواعد الحركة تشهد تململا جراء الأزمة. ومعلوم أن حركة الإصلاح تعيش منذ نهاية 2005 على وقع أزمة بدأت بانشقاق مجموعة من نواب الحركة آنذاك عن مؤسسها الشيخ عبد الله جاب الله ثم انتقلت الأزمة إلى صفوف الفريق الذي أطاح بعيد الله جاب الله، حيث استقال على إثرها رئيسها محمد بولحية بعد معارضته لدخول أمينها العام آنذاك جهيد يونسي لسباق الرئاسيات، إلا أن الأزمة لم تنته هناك فقد بدأت معالم أزمة أخرى بين جناح جهيد يونسي ومجموعة من القياديين من بينهم ميلود قادري وجمال صوالح، وهو ما جعل الحركة تغيب عن المشهد السياسي والحراك الذي أفرزته دخول البلاد في مسار الإصلاحات السياسية، وهو ما دفع المراقبين إلى توقع تقهقر الحركة في المواعيد المقبلة بل أكثر من ذلك يذهب البعض من المراقبين إلى القول أن حركة الإصلاح مهددة بالاندثار من المشهد السياسي القادم في ظل التحولات التي يعرفها التيار الإسلامي ببروز أحزاب إسلامية جديدة منها حزب العدالة والتنمية الذي يقودها الشيخ عبد الله جاب الله وتوجه العديد من كوادر الحركة ومناضليها على المستوى القاعدي والمركزي إلى الحزب الجديد مما سيفقد حركة الإصلاح وعائها الانتخابي والنضالي.