أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أول أمس السبت أنه سيوكل إدارة البلاد إلى الجيش إذا ترك السلطة، وذلك في وقت أعلن فيه 700 جندي انضمامهم إلى الثورة الشعبية والتحاقهم بالجيش المؤيد لها. وقال صالح -أمام جنود من الحرس الجمهوري في صنعاء- »نحن في رئاسة الدولة مستعدون لأن نضحي من أجل الوطن ولكن ستبقون أنتم، فأنتم موجودون حتى لو تخلينا عن السلطة، فأنتم السلطة، أنتم السلطة، وأنتم صمام أمان الثورة«. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) كلام صالح أثناء زيارة تفقدية للواء الرابع التابع للحرس الجمهوري، حيث كان في استقباله قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة نجله أحمد، في ظهور علني نادر لصالح منذ أن أصيب بجروح في الثالث من جوان الماضي بسبب تفجير وقع في قصره بصنعاء. وفي هجوم شديد على العسكريين بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الذي انضم في مارس الماضي إلى حركة الاحتجاج المناهضة له، اتهم صالح المنشقين بالتورط في الهجوم على قصره. وقال »في كل أنحاء الوطن، في كل أرجاء الوطن أنتم موجودون، وعندكم حصانة ومناعة من الدعايات الكاذبة والفارغة من العناصر المرتدة الذين تحولوا إلى قاطعي طرق، ولو كان عندهم برنامج لما قطعوا الطرق، ولما خرجوا من معسكراتهم واحتموا بالمواطنين وبالمعتصمين«. وأضاف »من هذا المكان أوجه بأن عليهم تسليم الجناة الضالعين في أحداث جامع دار الرئاسة، وتسليمهم إلى النيابة العامة، عليهم أن يفهموا. لن تذهب دماؤنا وشهداؤنا ومعوقونا وجرحانا سدى«. وعاد صالح -الذي يواجه منذ الماضي حركة احتجاج واسعة- في سبتمبر الماضي من الرياض، حيث خضع للعلاج من جروح بالغة أصيب بها أثناء الهجوم على قصره. وقتل 11 من حراسه الشخصيين، وجرح 124 شخصا بينهم رئيس الوزراء علي محمد مجور، إضافة إلى رئيس البرلمان عبد العزيز عبد الغني الذي توفي لاحقا. وكلفت رئاسة الجمهورية النيابة الجمعة الماضي بإنجاز الإجراءات القضائية في قضية الهجوم على القصر الرئاسي في جوان الماضي، في حين كان موفد الأممالمتحدة جمال بن عمر يحاول تشجيع أطراف الأزمة على الخروج منها وإتمام مرحلة انتقالية سلمية. وقد جاءت تصريحات صالح في وقت أعلن فيه 700 جندي يمني من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي مساء السبت انضمامهم إلى الثورة الشعبية والتحاقهم بالجيش المؤيد للثورة. وقد توافد الجنود إلى ساحة التغيير في صنعاء للانضمام إلى المحتجين المطالبين بتنحي صالح والإعلان عن انحيازهم إلى صف الثوار المعتصمين، وأعلنوا »التخلي عن حماية نظام عائلي على حساب شعب بأكمله«، حسب قولهم. وعزا الجنود انشقاقهم عن القوات الموالية لصالح في بيان وزع بالساحة إلى حرصهم على عدم المشاركة في إراقة الدماء والقتل في تعز وصنعاء وأرحب.