اصيب ثلاثة عسكريين يمنيين فجر الخميس في اشتباكات جديدة بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح الذي تزداد الضغوط عليه يوما بعد يوم للتنحي عن السلطة. وقال شهود عيان في حضرموت (جنوب شرق) ان "اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري والجيش وقعت فجر الخميس في مدينة المكلا". واكد مصدر طبي ان "ثلاثة جنود يمنيين اصيبوا بجروح في الاشتباكات"، فيما اعلن مصدر طبي آخر ان مستشفى ابن سيناء في المنطقة "استقبل ثلاثة جرحى بالرصاص بينهم اثنان من الحرس الجمهوري وآخر برتبة عقيد في الجيش". ويواجه صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما ضغوطا متزايدة للتنحي وسط انضمام عشرات الضباط وعلى رأسهم اللواء علي محسن الاحمر الذي كان يعد من اهم اعمدة النظام، اضافة الى مسؤولين سياسيين، الى حركة احتجاجية متصاعدة. وقد اعلن قادة عسكريون جدد اليوم انضمامهم الى "ثورة الشباب" امام المعتصمين في صنعاء منذ 21 فبراير، في وقت يجري الاحمر مشاورات لتشكيل مجلس انتقالي، بحسب ما اكد مطلعون على هذه المشاورات لفرانس برس. وكانت سجلت مساء الاثنين اول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي لصالح في المكلا ايضا ما اسفر عن مقتل جنديين. وجرت الاشتباكات قرب القصر الجمهوري اثر "توتر" بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن الذي اعلن ايضا انضمامه الى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ نهاية جانفي. وقد سيطرت قوات الجيش على القصر الجمهوري، ما دفع بقوات الحرس الجمهوري المتواجدة في معسكر قريب الى محاولة استعادة الموقع. وقال سكان في المكلا اليوم ان الاشتباكات تجددت في الساعات الماضية بين قوات الجيش والحرس الجمهوري عند بوابة القصر الذي يحاصره الجيش منذ يومين واستمرت لمدة ساعة ونصف الساعة. في موازاة ذلك، اقتحم مسلحون قبليون ليلة الاربعاء الخميس ستة مقرات امنية ومراكز للشرطة في محافظة شبوة القريبة من حضرموت، واستولوا على اسلحة من دون حدوث اي مصادمات مع الامن"، كما افاد مسؤول محلي فرانس برس. واوضح المسؤول ان المسلحين طلبوا من رجال الامن "اخلاء مقراتهم مقابل خروجهم بسلام واستجابت الشرطة لذلك"، مشيرا الى ان المهاجمين "يبررون ذلك بحماية ممتلكاتهم ومناطقهم". وقال شهود عيان في عزان بشبوة ان "مسلحين استولوا على معدات مقر الامن المركزي وبينها اسلحة رشاشة". وكانت عناصر قبلية مسلحة سيطرت الثلاثاء على مدينة الجوف شمال اليمن وطردت منها قوات الحرس الجمهوري، بحسب ما افادت مصادر قبلية فرانس برس. وقالت المصادر ان مسلحين من قبائل بكيل النافذة "خاضت مواجهات مع قوات من الحرس الجمهوري قبل ان تطرد هذه القوات من مدينة الجوف" في المحافظة الشمالية. في هذا الوقت، واصل آلاف المعتصمين في صنعاء تحركهم للمطالبة باسقاط النظام ضغوطهم على الرئيس اليمني، معلنين غدا الجمعة "يوم الرحيل"، على ان يعلنوا يوم الجمعة الذي يليه "يوم الزحف" نحو القصر الرئاسي في حال لم يغادر صالح الحكم خلال اسبوع. وقد طلب صالح من مناصريه التظاهر غدا بعيدا عن موقع الاعتصام الذي قتل فيه الاسبوع الماضي حوالى 52 متظاهرا، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. وقال رشاد الشرعبي العضو في "اللجنة السياسية لشباب الثورة" لوكالة فرانس برس انه "لم يعد اي تنازل مقبول غير الرحيل ونحن نجري مشاروات حول آلية انتقال السلطة سليما". واضاف "نريد دولة مدنية وليس عسكرية". وكان الشرعبي يرد على تاكيد وكالة الانباء الرسمية مساء الاربعاء موافقة صالح على التنحي عن السلطة قبل نهاية العام، وهو ما رفضته الاحزاب المعارضة ايضا مطالبة الرئيس اليمني بالرحيل الفوري. وجاء ذلك بعدما اقر البرلمان اليمني بشبه اجماع بين النواب الحاضرين حالة الطوارئ التي اعلنها صالح لمدة ثلاثين يوما، وسط تقلص كبير للاغلبية الداعمة للرئيس في البرلمان. وعلى الصعيد الدولي وبعد يوم من قول وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان نتيجة ما يحدث في اليمن "غير واضحة"، اعتبرت الصين ان حكومة "هذا البلد الصديق" قادرة "على اعادة الاستقرار". الى ذلك، اعلنت السلطات اليمنية ان قرارها سحب التراخيص الممنوحة لمراسلي قناة الجزيرة صدر على خلفية اتهامها ب"نقل اخبار كاذبة"، فيما حملت مصادر سياسية واعلامية القناة القطرية مسؤولية "الدماء التي تسال في الشارع". وفي دبي، اعلن قائد شرطة الامارة الفريق ضاحي خلفان احباط محاولة لتهريب حوالى 16 الف مسدس من تركيا الى صعدة في شمال اليمن حيث معقل المتمردين الحوثيين الشيعة.