دعا النائب بالمجلس الشعبي الوطني قار علي عن حزب جبهة التحرير الوطني إلى إعادة رسم خارطة طريق جديدة تعيد هيكلة الأحزاب السياسية، حيث يصبح المناضلون القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها العمل الحزبي، فالأحزاب التي لا تحتكم إلى الديمقراطية في انتخاب هياكلها وتحترم اختيار مناضليها وتمارس التداول على القيادة أو المسؤولية، ليس من حقها أن تتقدم بمرشحيها إلى الانتخابات وتطالب غيرها بالشفافية والنزاهة والأغرب من ذلك -يقول المتحدث- تطالب السلطة باحترام التداول على السلطة. أكد قار علي خلال مناقشة مشروع القانون العضوي الخاص بالأحزاب السياسية، أمس، ضرورة التفريق بين الأحزاب السياسية والدكاكين الحزبية، مشيرا إلى أن هذه الأحزاب قد تحولت إلى ثكنات عسكرية أو إلى زوايا حزبية على سبيل المجاز، فإما زبائن وإما جنود وإما مريدون وليس مناضلين. وهذا ما انعكس بصورة سلبية على الدولة من خلال مؤسساتها المنتخبة. فالدولة على حد تعبير النائب، قوية بأحزابها وهي أيضا ضعيفة بأحزابها. وانتقد المتحدث تعريف الحزب السياسي مثلما ورد في التقرير التمهيدي لمشروع القانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية واعتبره غير دقيق أو غير موفق، فالحزب في رأيه، تنظيم يجمع بين مناضلين وليس مواطنين، والمنطق يقول كل مناضل مواطن وليس كل مواطن مناضلا، بل ليس بالضرورة أن يتقاسم المواطنون الأفكار نفسها، ولكن الذي يجمعهم في التنظيم الحزبي هو البرنامج السياسي المشترك الذي يترجم إلى برنامج انتخابي، وهنا لابد من أن تختلف أفكار المناضلين في إطار هذا البرنامج الانتخابي. وفي حديثه عن المادة التي تمنع قيام الأحزاب السياسية على أسس دينية، قال قار، إن قيام الأحزاب على أسس دينية أو لغوية أو عرقية هو الذي أدى إلى انحراف التعددية السياسية وقاد البلاد إلى المأساة الوطنية، غير أن صياغة المادة الرابعة معدلة، بالنسبة له، غير موفقة من الناحية المعنوية، فقد يفهم منها أن الدين هو الذي أدى إلى المأساة الوطنية وليس استغلال الدين، وعليه يضيف قار علي، كان لابد من صياغة هذه المادة في عبارة: »كل شخص مسؤول عن استغلال الدين لأغراض سياسية أفضت إلى المأساة الوطنية«. أما فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية، أوضح قار علي أن المجلس الشعبي الوطني يمثل المخبر الحقيقي لإنجاز الإصلاحات السياسية وتحويلها إلى نصوص قانونية من خلال إقبال السيدات والسادة النواب على مناقشتها وإثرائها وتعديلها. أما الأحزاب المخبرية التي تعامل مناضليها بطريقة »بافلوفية« كما قال فهي التي أصبحت تعرقل الإصلاحات وتعمل على إفسادها، ولذلك فإن مثل هذه الأحزاب التي أصبحت منتهية الصلاحية مثل الأدوية الفاسدة لا يمكنها أن تقدم الوصفات السياسية وهي تدرك ذلك جيدا والذي يفشل في إصلاح نفسه لا يمكنه أن يصلح غيره كما أضاف.