أصدرت رابطة أهل القلم ومديرية الثقافة بولاية سطيف كتابا بعنوان " الهوية والتخييل في الرواية الجزائرية" وهو مجموعة المحاضرات التي قدمها النقاد المغاربة حول الرواية الجزائرية في الملتقى الذي نظم في جامعة بنمسيك بالدار البيضاء بالمغرب وأشرف عليه مختبر السرديات هناك بالتنسيق مع رابطة أهل القلم بالجزائر. الكتاب من الحجم الكبير صدر في حلة أنيقة ويقع في 225 صفحة مقسم إلى قسمين الأول بعنوان التاريخ وتمثل الهوية ضم تسع مقالات أبرزها الروائي والتاريخي في رواية كتاب الأمير لواسيني الأعرج قام بالدراسة الأستاذ الدكتور أحمد بوحسن ، والبطاقة السحرية لمحمد ساري التاريخ وسرد الهوية لإدريس الخضراوي، والرد بالكتابة في رواية الرماد الذي غسل الماء لعز الدين جلاوجي، أنجز الدراسة الدكتور أحمد فرشوخ، أما القسم الثاني فكان بعنوان الراهن وأشكال التخيل حوى ست عشرة مقالة بعضها بالفرنسية ومن أهمها من الأسطورة إلى الخيال العلمي مسار في الشاطئ المتوحش لمحمد ذيب قدم الدراسة الأستاذ محمد المصطفى، المحكي الذاتي وصنع الرواية الأسرية في رواية بحر الصمت لياسمينة صالح قدمت الدراسة الدكتورة لبصير لطيفة ، رواية تميمون أزمة الذات، سلطة الحكي في رواية الكافية والوشام لمحمد مفلاح، إلى غير ذلك من الدراسات القيمة والجادة كل دراسة احتوت على تعريف موجز بالباحث بداية كل مقال وانتهت بتعريف موجز بصاحب الرواية المدروسة وتصدره تقديم كتبه أساتذة من مختبر السرديات منهم الدكتور شعيب حليف مما جاء فيه" هذا المنطلق يحق القول بأن الرواية الجزائرية، بوصفها رافدا من روافد الثقافية المغاربية (وهي هوية ممتدة ومدهشة) قد حققت أصواتها ضمن اختلاف منتج ومستمر، في سياق جزر ترتوي من أنهار ومشارب وألوان تحتفي بخصوصياتها، وقد شكلت هاجسا من هواجس الإفضاء والتعبير، حيث اقترن التأسيس للخيال الروائي بأسئلة صعبة وقاسية، يشتبك فيها الفني بالثقافي بالسياسي والحضاري في هذا الكتاب مجموعة قراءات نقدية مغربية لنماذج من المتن الروائي الجزائري بكل أجياله وعدد من أسمائه، تكسر وهم قطيعة مفترضة، وتجسد حقيقة كون الآداب عابرة حدود دائمة، وقد انشغلت هذه القراءات بإشكاليتين: التاريخ وتمثل الهوية وأشكال تخييل الراهن مما يجعله مرجعا مهما لدراسة الرواية الجزائرية خاصة إذا ماتم توزيعه على الجامعات الجزائرية أو تكفلت وزارة الثقافة بطبعة أخرى تعميما للفائدة..