تدعمت الساحة السياسية بعديد من الأحزاب التي هي قيد التأسيس وفي مقدمتها تشكيلات سياسية تنتمي إلى التيار الوطني وتدافع عليه بقوة وتأتي هذه الأحزاب في وقت كثر فيه الحديث عن تنامي للتيار الإسلامي، المنافسة ستكون قوية بالنظر إلى قوة التيار الوطني الممثل أساسا في الأفلان والأرندي والذي تدعم بأحزاب جديدة وهو ما يعد ضمانا حقيقيا لفوز هذا التيار. يرى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، أن الكلمة الأخيرة في الانتخابات التشريعية ستعود إلى الشعب وأن حظوظ التيار الوطني الذي ينتمي إليه موسى تواتي، تبقى قائمة في وجه التيار الإسلامي حيث يرتكز تواتي على أساس أن الشعب شعب مسلم وليس بحاجة إلى تيارات إسلامية ليؤكد ذلك، كما أن الإسلام كدين هو مكرس في دستور البلاد ويبقى هو دين الدولة بلا منازع. وبالنسبة لرئيس الأفانا، فإن الصراع الحقيقي الذي يجب أن يكون بين الأحزاب السياسية، يقوم على أساس البرامج السياسية، الاقتصادية والاجتماعية في جو تنافسي، لا يسمح بالبقاء إلا للأقوى والأصلح، بدل الحديث عن تيار إسلامي وربط الانتخابات بالدين. ويؤكد تواتي أن المنافسة مشروعة وكل مولود سياسي جديد يمثل ثراء في الساحة السياسية. وتتقاسم في المرحلة الراهنة أحزاب عديدة فلسفة التيار الوطني، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني، حزب التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الجزائرية الوطنية، كما تدعمت هذه الأحزاب التي تدخل تحت غطاء التيار الوطني بتشكيلات سياسية جديدة هي قيد التأسيس وهي حزب الفجر الجديد برئاسة الطاهر بعيبش وحزب جبهة المستقبل برئاسة عزيز بلعيد. وبالنظر إلى هذا الثراء يراهن البعض على تشتت الوعاء الانتخابي الخاص بالتيار الوطني، فيما يرى البعض الآخر بأن هذه الأحزاب الجديدة ستزيد من قوة التيار الوطني وتبطل مزاعم الإسلاميين الذين رهنوا فوزهم في الانتخابات المقبلة بفوز الأحزاب الإسلامية في الدول المجاورة سعيا منهم وراء تكرار السيناريو وذلك دون مراعاة خصوصية الجزائر التي تبقى استثناء واقعيا لا يمكن لأحد أن ينكره.