أعلن بيان صادر عن مجلس شورى جناح زعيم الإصلاح السابق عبد الله جاب الله شروعه الفعلي في ''التحضير لتأسيس حزب سياسي جديد''. وأوضح البيان الذي حصلت ''البلاد'' أمس على نسخة منه، أن ''المداولات الموسعة بين مختلف هياكل الحزب والمتعاطفين معه انتهت إلى ضرورة الشروع في التحضير لإنشاء حزب سياسي جديد سيكون مفتوحا على طاقات الأمة المدركة لواجبها ودورها الرسالي''. وبشأن انفتاح الحزب الجديد المرتقب، قال الشيخ جاب الله في اتصال مع ''البلاد''، إن قيادة الحزب أجرت محادثات سابقة مع شخصيات وطنية وقومية، وأن هذه الأخيرة أثنت على فكرة إنشاء حزب سياسي جديد. وفيما رفض جاب الله الإفصاح عن هوية هذه الشخصيات، فإنه اكتفى بالتأكيد على أنه لم يسبق لها وأن ارتبطت بتنظيمات حزبية تنشط حاليا في الساحة. وفي ذات السياق، كان زعيم الإصلاح السابق قد أكد خلال آخر ندوة صحفية نشطها عقب فشل مشروع عودته إلى النهضة التاريخية، أن مجلس الشورى قرر إشراك القواعد في الولايات حول مسألتين، تتعلق الأولى باسم الإطار والثانية بطبيعته، كاشفا أن المسألة المطروحة للنقاش آنذاك كان يتجاذبها خياران هما الاكتفاء بحزب منغلق على التيار الإسلامي، كما قال جاب الله، أو منفتح على باقي أطياف التيار الوطني الأخرى من غير الإسلاميين. وفي هذا الصدد، كشف المتحدث أن قوميين اتصلوا به مؤخرا حول فكرة تأسيس حزب جديد، مؤكدا أن مكتب الحزب قد شرع في تشكيل اللجنة الوطنية التحضيرية التي سيعلن عن تأسيسها خلال الأسابيع القليلة القادمة. ويأتي قرار الشيخ جاب الله بإنشاء الحزب الجديد بعدما تبخر الأمل القانوني في استعادة حركة الإصلاح الوطني وفشلت مساعي لم الشمل التي أرادها وسعى إليها مع حركة النهضة. وبعيدا عن مدى جدية دراسة الجدوى السياسية التي يكون جاب الله قد قام بها، فإن إعلانه تأسيس حزب جديد لن يكون دون عقبات بيروقراطية كأداء، أقلها الإثبات بالدليل القاطع أن ملف حزبه الذي سيودع لدى مصالح وزارة الداخلية سيكون كاملا غير منقوص، خاصة في ظل ما تواتر عن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني من تصريحات جازمة بأن ملفات كل الأحزاب التي أودعت لدى مصالحه منذ 99 غير كاملة، بداية بحركة الوفاء للدكتور طالب الإبراهيمي، مرورا بأحزاب مايسمى ب''التيار الديمقراطي''، على غرار حزب ''الجبهة الديمقراطية'' لرئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي و''الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية'' لعمارة بن يونس، وانتهاء بأحزاب البديل والسبيل وكذا الحرية والعدالة لمرشح الرئاسيات الأخيرة محمد السعيد، وهي كلها أحزاب لم تنل اعتماد مصالح الداخلية الذي يسمح لها بمباشرة نشاطها على الساحة. وكان جاب الله ومعه موسى تواتي الوحيدين اللذين استفادا من اعتماد حزبيهما حركة الإصلاح الوطني والجبهة الوطنية سنة ,99 حيث كان جاب الله قد أعلن عن تأسيس الإصلاح بمناسبة الانتخابات الرئاسية التي أعقبت انسحاب اليامين زروال من منصبه، وهي الظروف ذاتها التي عقد فيها مؤتمره التأسيسي بعد الانتخابات وحاز على الاعتماد في أكتوبر من نفس السنة..