دعا المجاهد عبد الرزاق بوحارة نائب رئيس مجلس الأمة إلى الاجتهاد أكثر لتحسين مشروع التعديلات وإعطاء المحتوى الحقيقي للتغييرات، وهذا كما قال مرهون بتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة المخاطر، مؤكدا أنه إذا ما تحقق هذا الهدف يعني أن حلم الشهداء قد تحقق. رد المجاهد عبد الرزاق بوحارة نائب رئيس مجلس الأمة في محاضرة ألقاها بقسنطينة على الذين ينادون ب»الربيع العربي« بأن »ثورة الجزائر إلى جانب الثورة الفيتنامية والكوبية كانت ثورة القرن التاسع عشر وهي ما تزال مستمرة ومتواصلة لتحرير المواطن الجزائري من الفقر والجوع والظلم«، واستطرد بوحارة »لسنا راضين على الطريق التي تسير بها الدول العربية، لأن السياسة الممارسة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية هي نفسها التي تمارسها اليوم مع هذه الدول )الشرق الأوسط الكبير( والتي جعلت حقوق الشعوب ورقة تلعب بها سياسيا، وهي مناورة تهدف من خلالها أمريكا استغلال أملاك الشعوب العربية، ولأنها ترى أن تقوية الصف العربي خطر عليها«. وانتقد عبد الرزاق بوحارة في هذه الإطار الأساليب التي تتعامل بها مخابر الأنظمة الاستغلالية التي غيرت المفاهيم، وعلى حد قوله، فإنه بدلا من أن تتحدث هذه المخابر عن الاستعمار والإمبريالية، أدخلت مفاهيم أخرى تحت اسم نظام اقتصاد السوق والعولمة وهي –حسبه- مفاهيم تخدم مصالح استعمارية، وأنه لابد من ربط الماضي بالحاضر لأن الجزائر اليوم في مواجهة استعمار بوجه جديد. وحول الإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر واقتراب المواعيد الانتخابية نبه نائب رئيس مجلس الأمة المسؤولين من القمة إلى القاعدة إلى التحلي بالمصداقية في التسيير وفي التعامل مع المواطن. وبنظرة المتخرج من مدرسة الجهاد كما قال ومدرسة جيش وجبهة التحرير الوطني وبعيدا عن الجانب التقليدي والأكاديمي أبحر عبد الرزاق بوحارة في محاضرته في الدور الفعال الذي قام به رجال الحركة الوطنية في مواجهة الاحتلال الفرنسي، »فقد كانوا يمثلون طليعة الجزائريين الوطنيين الذين حققوا المعجزة، بعيدا عن السلطوية والجهوية، في إشارة منه إلى مجاهدي الولاية الثالثة )منطقة القبائل( الذين نزعوا البرنوس والقشابية ولبسوا اللباس العسكري وحملوا ونساءهم البندقيات، لمواجهة فرنسا التي جندت كل قواتها المسلحة وحاولت غلق المناطق الجوية والبرية ولكنها فشلت أمام إرادتهم وعزيمتهم في مواصلة الكفاح في كل ربوع الوطن، وهنا تساءل بوحارة كيف يستشهد ديدوش مراد بالولاية الثانية وهو القادم من أزفون منطقة القبائل، وكيف لابن قسنطينة بن عبد المالك رمضان أن يستشهد في سيدي علي بمستغانم، وهذا يعني أنهم كانوا يحملون الوطن في قلوبهم لا منطقة أو جهة، وفي فترة قصيرة استطاعوا أن يحولوا حركة التحرير إلى ثورة شعبية لتحرير هذا الوطن، وبهم توحدت الصفوف والتنظيمات وكذا الشعب في بوتقة واحدة هي جبهة التحرير الوطني التي كانت آنذاك فضاءً لجمع قوات هذا الشعب وكانت نتاج ظروف استثنائية.