قالت ابنة القائد الثوري شي غيفارا الدكتورة أليدا غيفارا مارش، إن الشعب الجزائري ملأ الدنيا بثورته ومقاومته وبإمكانه المساهمة برصيده الثوري هذا، في إرساء علاقات عادلة بين الشعوب والدول، ترتكز أساسا على قيم الحرية والعدالة ومناهضة الإمبريالية العالمية وروح الاستكبار الرأسمالي. وأشادت ابنة غيفارا التي تتواجد منذ أمس بالجزائر، بدعوة من الأمين العام لحزب جبهة التحريرالوطني السيد عبد العزيز بلخادم، بالعلاقات المتميزة والتاريخية بين الشعبين الجزائري والكوبي وقيادة بلديهما، وذكرت في هذا المجال بخصال الشعب الجزائري المقاوم والشجاع والمحب لقيم العدالة والحرية، ولذلك تضيف. إنه مطلوب ومرحب به في كوبا، وأن كل ذلك، يعطينا الشجاعة لمواصلة المقاومة من أجل الدفاع موحدين عن كل هذه القيم النبيلة والسامية التي ناضل من أجلها الأب شي غيفارا. وقد توقفت ضيفة الجزائر صباح أمس أمام مقر بلدية القصبة وسارت في شارعها الرئيسي الذي يطلق عليه اسم أبيها (شي غيفارا) وتسلمت لوحة عن القصبة وألبوما لصورها الجميلة كهدية من هذه البلدية، قبل أن تحظى باستقبال من نائب رئيس مجلس الأمة السيد عبد الرزاق بوحارة رفقة نواب وقياديين من الأفلان، حيث دار الحديث بين الضيفة ومستقبليها حول الحفاظ على القيم الثورية التي تجمع الشعبين الجزائري والكوبي وكذا علاقتهما ببقية الشعوب التي تتجذر فيها روح المقاومة للدفاع موحدين عن قضايانا العادلة ومصالحنا المشتركة في عالم تهيمن عليه كما قالت الامبريالية العالمية بقيادة أمريكا. وحاولت ابنة شي غيفارا في حديثها إلى بوحارة أن تبرز أن ضعف مثل هذه الشعوب الحاملة للقيم الثورية إنما يعود في الأساس إلى تفرقها وعدم وحدتها، في حين أن الظرف العالمي الذي نعيشه خاصا، ويقتضي تجميع هذه الشعوب لقدراتها وإلا تعسر عليها مواجهة أعدائها. وبعد استماعه إليها باهتمام، وقبل أن يتبادل معها أطراف الحديث، هنأ السيد بوحارة ضيفته على "رؤيتها الواقعية" لقيم الثورة والمقاومة ودورها في إشاعة التعاون بين الدول التواقة للحرية والعدالة والتنمية في العالم، وأبرز من جانبه، أن ما يسمى بالإمبريالية هو استمرار للاستعمار التقليدي، فبعد الحرب العالمية الثانية صار الاستعمارالفرنسي مثلا عاجزا عن صد حركة المقاومة الشعبية والثورية اليسارية والماركسية، الشيء الذي دفع بالولايات المتحدةالأمريكية إلى مواصلة هذا الاستعمار من خلال غزو الفيتنام مثلا، ليصل السيد بوحارة في تحليله لظاهرتي المقاومة والامبريالية، إلى أن مايجري الآن في أمريكا اللاتينية هو حركة شعبية تستند إلى قيم المقاومة لدى هذه الشعوب، وليست هي فقط لسياسات وأفعال من قيادات هذه الدول، وأبدى بالمناسبة تفاؤله بشأن كل حركة شعبية مستدلا في ذلك بالقيم التي ارتكزت عليها الثورة الجزائرية وبيئة المقاومة التي كانت السند الحقيقي لهذه الثورة (سكان الجبال والأرياف..) والتي كانت وراء خيار الاشتراكية بعد الاستقلال. وسرد السيد بوحارة لضيفته، قصة لقائه مع والدها شي غيفارا ذات يوم من شهر أفريل 1963 بنادي الضباط الجزائريين في بولوغين بالعاصمة، وكان وقتها ضابطا في الجيش برتبة نقيب، واستعاد بوحارة ذكرياته حول غيفارا فأحسن السرد، وأثر أيما تأثير على إبنة الزعيم الثوري، وبدا ذلك واضحا على محياها في حديثها عن أبيها التي قالت عنه أنه كان مولعا بحب الجزائر وهي تتذكر ذلك عندما كان يتحدث عن هذا البلد الصديق لأسرته وكانت هي صبية صغيرة ضمن أفرادها ولازالت تتذكر مقولته الشهيرة "ليس صعبا أن تكون مناضلا".. ولذلك فهي ترى في نفسها استمرارا لروح أبيها الثورية والنضالية مثلما ترى في هذه الروح انصهارا في الروح الإنسانية التي لا يمكنها إلا أن تسمو بقيم الحرية والعدالة. وتأسفت إبنة شي غيفارا لواقع العلاقات العربية العربية، وقالت إن العرب غير متحدين على عكس اتحاد شعوب أمريكا اللاتينية، وأشارت إلى هذا الواقع العربي المؤلم بالعدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة، حيث كانت كوبا على أتم الاستعداد لقطع علاقتها مع إسرائيل في الوقت الذي لم تفعل فيه مصر أي شيء، ولم تحرك ساكنا، وهو أمر مؤسف حقا. ابنة شي غيفارا التي تستمر زيارتها إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، التقت مساء أمس بإطارات ونواب حزب جبهة التحرير الوطني بمقره المركزي في حيدرة بالعاصمة.