بلخادم يستنفر قواعد الأفلان لإنجاح مبادرة تعديل الدستور دعا عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان أمناء المحافظات وإطارات الحزب إلى المساهمة في إنجاح مبادرة تعديل الدستور على المستوى الشعبي وبداية التحضير للحملة الانتخابية لرئاسيات 2009، باعتبار أن الحزب العتيد من السباقين للدعوة إلى ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، مبرزا في المقابل ضرورة التعجيل بالخروج من حلقة الصراعات والخلافات التي يؤججها البعض من أجل التموقع، لصالح الاهتمام بالقضايا ذات البعد الوطني قدم الأمين العام للأفلان نهاية الأسبوع المنقضي في خطابين ألقى الأول أمام المشرفين الذين تنقلوا إلى الولايات لتقييم وضعية الهياكل القاعدية، والثاني أمام أمناء المحافظات، جملة من التوجيهات العامة حول أدوار ومهام الحزب في المرحلة الحالية والمقبلة، التي ستعرف استحقاقات حزبية ووطنية، في مقدمتها دورة المجلس الوطني والمؤتمر الاستثنائي للحزب إلى جانب تعديل الدستور ورئاسيات 2009. وألح بلخادم في كلمته على التعجيل بالخروج من حلقة الصراع على المواقع وإنهاء حالات الاحتقان التي يغذيها حسبه عدد من المناضلين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وقال "إن الحزب أصبح وسيلة لهؤلاء وأولئك للتموقع والحصول على المناصب" وهي الذهنية التي شدد المتحدث على ضرورة التخلص منها لأن استمرارها سيقود الحزب إلى الانحراف عن مساره وتوجهه الوطني في بناء دولة القانون ويفقده المصداقية في الوسط الشعبي بسبب أنانية البعض الذين أساؤوا بتصرفاتهم للعمل السياسي والنضالي، كما اعتبر بلخادم التقارير التي أعدها المشرفون الذين تنقلوا في الأيام الماضية إلى الولايات لرسم صورة واضحة عن وضعية الهياكل القاعدية للحزب، ستكون أساسا للقرارات التي ستتخذها القيادة لإنهاء حالات الانسداد التي تعرفها بعض القسمات والمحافظات، مشيرا إلى أن استراتيجية الحزب العتيد بعد النتائج المحققة في الانتخابات المحلية والتشريعية الأخيرة هي الحرص أكثر على التجذر الشعبي للحفاظ على مكانته كقوة سياسية أولى في البلاد من خلال استقطاب مناضليه من جهة وتحقيق الالتفاف الشعبي حول خيارات الحزب ومبادراته، مشددا على أن قواعد الحزب يجب أن تكون على استعداد لإنجاح عملية تعديل الدستور التي من المنتظر أن يطلقها رئيس الجمهورية عن قريبا، وخاطب بلخادم إطارات الحزب قائلا "أدعوكم أن تكون من الآن على استعداد لاحتضان المبادرة وإنجاحها سواء تعلق الأمر بتعديل عن طريق البرلمان أو عن طريق الاستفتاء الشعبي". وفي سياق ذي صلة ذكّر الأمين العام للأفلان أمام أمناء المحافظات بأهمية الانضباط والالتفاف حول قيادة الحزب العتيد ليحافظ على موقعه كقاطرة في الساحة الوطنية وعمودها الفقري، لأن الدور المنتظر من الأفلان أكثر بكثير من ذلك المنتظر من بقية التشكيلات السياسية الأخرى التي التحقت بمبادرة الحزب العتيد، وذهب إلى القول "تذكروا جيدا أننا أصحاب مبادرة لم ندعو إلى تعديل الدستور البارحة بل قبل سنتين، وشكلنا فوج عمل يتولى تقديم مقترحات حول التعديلات التي يتبناها الحزب في القانون الأساسي للبلاد، بما يضمن وضوح الصلاحيات"، فضلا عن الدور المنتظر من الحزب قيادة وقواعد في الحملة الانتخابية للاستحقاقات الرئاسية المقبلة والتي يسعى الحزب إلى ترشيح عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الشرفي للحزب لهذا الموعد. ومن ضمن التوجيهات العامة التي قدمها الأمين العام للأفلان لأمناء المحافظات في لقاء أمس الأول هي تفعيل دور المحافظة، منتقدا حالة الجمود التي سيطرت على هياكل الحزب في الولايات، مبرزا أن تأطير وتكوين المنتخبين المحليين هو من أولى مهام المحافظة، إلى جانب دورها في التوعية، كما تساءل بلخادم في مداخلته عن الخلفيات التي تكمن وراء عدم توزيع العديد من القسمات والمحافظات لبطاقات الانخراط لسنتي 2006 و2007، منتقدا هذا السلوك الذي ينفر المناضل والمواطن على حد سواء من الحزب، قائلا "إن كنا نتفهم كقيادة هذا السلوك قبل الاستحقاقات على أنه حفاظ على الوعاء الانتخابي فإننا لا نتقبله بعد الانتخابات"، ولم يتوان المتحدث عن طلب توضيحات من المعنيين حول هذه القضية خلال اللقاء المغلق عند مناقشة وضعية كل محافظة على حدا، ورغم التفهم الذي أبداه بلخادم للضغوط التي واجهها أمناء المحافظات في المرحلة السابقة بسبب الاستحقاقات المحلية والتشريعية ودعوات العصيان على القيادة، فإنه في المقابل لم يفوت فرصة اللقاء لتوجيه تعليمات إلى أمناء المحافظات لتفعيل الانضباط الحزبي، وقال إن الحرية والديمقراطية في النضال الحزبي لا تعني الفوضى أو الهدم وتجاوز الصلاحيات والقفز على الهياكل بل البناء وتقبل الآخر واحترام المسؤوليات، مشيرا في هذا الإطار إلى الدور الذي تلعبه الصحافة في تعاطيها مع الخلافات والصراعات داخل الحزب بحثا عن الحدث أو السبق الإعلامي، محذرا في الوقت نفسه من التصريحات الصحفية، وأكد بلخادم بأنه لن يتسامح مستقبلا مع أي خطأ وأن القانون سيطبق على الجميع. على صعيد آخر تطرق الأمين العام للحزب العتيد إلى الذمة العقارية للحزب العتيد التي اعتبرها مصدر آخر لقوة الحزب ومكانته، وأهمية الحفاظ عليها وتحديد الوضعية القانونية لممتلكات الحزب، وقال إن القيادة السياسية نصبت بتاريخ 31 جانفي الفارط لجنة وطنية لمتابعة هذا الملف، وطلب المتحدث من أمناء المحافظات تزويدها بالمعطيات الإحصائية الضرورية حيث وزع عليهم وثيقة تتضمن نموذجا لجرد عقارات الحزب بتحديد طبيعة العقار ومساحته وكذا وضعيته الإدارية وطريقة استغلاله، مشددا على إعادة هذه الوثيقة الخاصة بالجرد مصادق عليها من قبل المحافظة أو اللجنة الانتقالية التي تسير المحافظة في آجال لا تتجاوز 28 فيفري الجاري.