أكد عبد العزيز بلخادم الأامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس أن الحزب العتيد يبارك مبادرة الرئيس بوتفليقة لتعديل الدستور وما يزال في المقابل عند موقفه الداعي إلى مراجعة شاملة للدستور الحالي، مرجحا استفتاء الشعب الجزائري حول تعديلات أكثر عمقا في المنظومة الدستورية خلال الفترة الرئاسية المقبلة، كما كشف بلخادم عن الأجندة السياسية للحزب للشهر الجاري والتي ستبدأ من اجتماع مطلع الأسبوع القادم لنواب الحزب في غرفتي البرلمان تحسبا لعرض مشروع تعديل الدستور للتصويت. ألقى الأمين العام للأفلان خطابا توجيهيا أمس في اجتماعه بأمناء المحافظات تضمن جملة من التعليمات والتوجيهات إلى الهياكل القاعدية للحزب تحسبا للاستحقاقات السياسية المقبلة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية والتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، معتبرا إعلان الرئيس بوتفليقة الأسبوع الماضي عن مشروع تعديل الدستور هو المحطة ما قبل الأخيرة بالنسبة للحزب العتيد الذي كان من أوائل الداعيين إلى مراجعة الدستور الحالي، وقال إن التعديل المعلن عنه والذي يثمنه الحزب ويباركه ليس "نهاية المطاف"، لأن الأفلان ما يزال عند موقفه بضرورة المراجعة الشاملة والعميقة للمنظومة الدستورية الحالية وإنه يتفهم الظروف الاستعجالية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية والتي دفعته إلى مراجعة جزئية ومحدودة للدستور. ورجح بلخادم الذهاب إلى تعديل أكثر عمقا للدستور خلال الفترة الرئاسية المقبلة واستفتاء الشعب الجزائري حول التعديلات المقترحة، موضحا بالقول"نحن في الأفلان فصلنا أمرنا منذ زمن عندما طالبنا بتعديل الدستور ودعونا الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية ثالثة وبالتالي فإننا في راحة اليوم وننتظر الذهاب إلى مراجعة شاملة للدستور تساير التطورات والتحولات التي عرفها المجتمع"، وذكر بلخادم في سياق خطابه بأهم التعديلات والنقاط التي اقترح الأفلان في مسودة الدستور التي رفعها إلى رئيس الجمهورية إعادة النظر فيها وهي ازدواجية القضاء وتوضيح صلاحيات الغرفة العليا والأغلبية الموصوفة في اتخاذ القرار وتحديد صلاحيات ومهام السلطة التنفيذية التي تسير حاليا برأسين إلى جانب صون وتعزيز الحريات الفردية والجماعية. وعن لقاء الأمس الذي جمعه بأمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية أوضح الأمين العام للحزب العتيد أن الأمر يتعلق بدراسة وتقييم الحالة الراهنة للهياكل القاعدية من أجل العمل مستقبلا على تذليل الصعوبات و إزالة الاختلالات والمشاكل التي تعرفها بعض المحافظات من أجل التفرغ وبشكل كامل للعمل السياسي خاصة مع اقتراب موعد الرئاسيات المقبلة والتي سيكون للحزب الدور الأهم فيها إلى جانب التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، كما أشار بلخادم إلى المنتديات واللقآت الفكرية التي شرع الحزب في تنظيمها مؤخرا، وقال إن هناك تحضير لندوة فكرية حول تعديل الدستور يحضرها إطارات الحزب والمختصين للحديث عن الجوانب التي يفترض أن يمسها التعديل والمراجعة، مؤكدا على ضرورة احتفاظ الأفلان بمكانته كقوة اقتراح. وفي سياق ذي صلة كشف بلخادم عن الأجندة السياسية للحزب خلال الأسابيع المقبلة خاصة وأن هناك آجالا قانونية لتعديل الدستور ويفترض تهيئة المناخ والجو على مستوى القواعد استعدادا للرئاسيات، وقال إن قيادة الحزب ستجمع نواب المجلس الشعبي وأعضاء مجلس الأمة بداية الأسبوع المقبل لمناقشة مشروع تعديل الدستور قبل عرضه للتصويت، إلى جانب اجتماع الهيئة التنفيذية وهيئة التنسيق والمجلس الوطني وهي المواعيد المقررة قبل نهاية الشهر الجاري. وفي خطابه الموجه إلى أمناء المحافظات أكد بلخادم على ضرورة التجيل بهيكلة ما تبقى من القسمات والمحافظات ودعا إلى المتابعة المستمرة لسير الهياكل وتنظيم الاجتماعات الدورية لضمان التواصل بين الدوائر الحزبية من الهرم إلى القواعد مع الحرص على مرونة الاتصال والحرص على تبليغ التوصيات والتعليمات في الآجال المحددة، وفي تطرقه إلى قضية مناضلي محافظة الحراش الذين حضروا أمس إلى مقر الحزب للمطالبة بمقابلة الأمين العام، أوضح بلخادم بالقول إنها دليل على الحالة الصحية للحزب وأن مطالب المناضلين أحيانا موضوعية وأحيانا دون وجه حق، مشيرا إلى أن هذا الغليان وسط المناضلين يتزامن مع المواعيد الانتخابية واجتماعات الهيئات الحزبية.