دعت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني مناضلي ومؤيدي الحزب إلى التجند والالتفاف حول مبادرة تعديل الدستور التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأربعاء الفارط، قصد إنجاحها وإنجاز ما تضمنته من تعديلات هادفة، هذا فيما سيلتقي أمين عام الحزب عبد العزيز بلخادم بنواب كتلتي ''الأفلان'' بغرفتي البرلمان، وذلك في غضون أسبوع قبل إنزال وثيقة تعديل الدستوري إلى هاتين الغرفتين، وذلك لإعطائهم التوجيهات اللازمة في هذا الشأن. تعهد أمناء محافظات حزب جبهة التحرير الوطني عبر الوطن حسب ما أشار إلى ذلك بيان صدر عن الأمانة العامة للهيئة التنفيذية لحزب جبة التحرير الوطني وقعه الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال سعيد بوحجة، وتحصلت ''الحوار'' على نسخة منه ''بالإشادة والالتزام بإنجاح مبادرة تعديل الدستور'' التي أعلنها رئيس الجمهورية، وكان بلخادم قد أشار إلى أن الدستور في حاجة إلى مراجعة معمقة خلال العهدة الرئاسية القادمة عن طريق الاستفتاء الشعبي. وأشار ذات المصدر إلى التزام المحافظين وتجندهم الكامل لإنجاح مبادرة تعديل الدستور والتي تهدف - حسب البيان - إلى حماية رموز الثورة دستوريا من كل مساس أو اعتداء أو تشويه وتشكيك، وتوضيح صلاحيات السلطة التنفيذية، وتوفير الدعائم الدستورية لترقية دور المرأة ومكانتها السياسية، وتكريس حرية الاختيار والممارسة الديمقراطية بالرجوع إلى الإرادة الشعبية. وذكر البيان الذي صدر عقب انتهاء اجتماع أعضاء أمانة الهيئة التنفيذية ل''الأفلان'' تحت إشراف الأمين العام عبد العزيز بلخادم نسبه إلى المحافظين ''نلتزم ببذل كل المجهودات قصد التعبئة والتجنيد داخل صفوف حزبنا ومؤيديه ومحبيه للالتفاف حول هذه المبادرة قصد إنجاحها وإنجاز ما تضمنته من تعديلات هادفة''، كما سجل ذات المصدر ''بارتياح كبير الاستقرار والانسجام والتجنيد الذي يتحلى به مناضلو حزب جبهة التحرير الوطني وكذا التزامهم مع الخط السياسي للحزب وتوجيهات الأمين العام''. وكان بلخادم قد أشرف أول أمس بالمقر المركزي للحزب بحيدرة على أشغال اللقاء الوطني للمحافظين أين أبلغ قواعد ومناضلي حزبه عن طريق المحافظين بتهيئة المناخ والظروف استعدادا لرئاسيات أفريل القادم، كما وجهه جملة من التعليمات لإطاراته أهمها ''إزالة الاختلالات وتذليل الصعاب التي تجتازها بعض هياكل الحزب'' على غرار تأخر تنصيب بعض مكاتب القسمات والمحافظات عبر الوطن، خاصة وأنه شوهد خارج مقر الحزب، أول أمس، توافد العديد من المناضلين المحتجين إلى قيادة الحزب تابعين لقسمتي بوروبة والكاليتوس المنضوية تحت محافظة الحراش، منددين بأوضاع الحزب بالمنطقة، كما أبدوا عدم رضاهم للقيادة المركزية على كيفية تسيير شؤون الحزب العتيد، إلا أن الأمين العام ل''الأفلان'' وفي تعليقه على ما شاهد، قال إن ''هذه الاحتجاجات عادية ولا تستدعي الانزعاج''، أما بوحجة فاعتبر في تصريح له للصحفيين أن ''هذه الاحتجاجات تبين أن ''الأفلان'' ليس مقبرة، كما هو الحال بالنسبة للأحزاب الأخرى''، بقدر ما أن ذلك حسبه ''ظاهرة صحية للحزب، وتجسيد للديمقراطية''. تجدر الإشارة إلى أن الوثيقة المتضمنة مشروع تعديل الدستور الجديد الذي قرره الرئيس بوتفليقة كانت محل اجتماع مجلس الوزراء أمس، كما أخطر بها رسميا المجلس الدستوري، وينتظر أن تبدي هذه الهيئة رأيها في الوثيقة اليوم، لإحالة مشروع التعديل في غضون أيام معدودة على نواب غرفتي البرلمان في جلسة علنية لإبداء الموقف النهائي منه.