أبو جرة سلطاني نصب نفسه زعيما للتيار الإسلامي دون استشارة أحد، ففي العقدين الماضيين عندما اختارت حركته تحمل وزر خدمة السلطة، وليس خدمة الشعب والدولة كما يدعي، قيل أن حمس تمثل التيار الإسلامي، رغم أن الجزائريين يعرفون جيدا أن حمس تمثل أعضاءها فقط، وهي التي عملت على إضعاف التيار الإسلامي ووضعه على هامش الحياة السياسية، والآن يريد سلطاني من الناس أن ينسوا هذه المشاركة في السلطة، وهي مشاركة لا تزال مستمرة إلى الآن من خلال تواجد وزراء حمس في الحكومة، لينصبوه زعيما من خلال مبادرة لتحالف إسلامي مزعوم. هو رفض مبادرة التيار الإسلامي، وأنه لن يفوز في الانتخابات إلا إذا تحالف مع حركة حمس، ولا نعرف أي أحزاب إسلامية يمكنها أن تنضم إلى تحالف سلطاني الذي غادر تحالفا آخر لأن الشركاء رفضوا أن يحولوا التحالف الرئاسي إلى حزب واحد تحت عنوان الشراكة السياسية، والأصل في الأشياء هو أن حمس هي التي تغرد خارج السرب، وهي التي تعيش حالة من العزلة بسبب تشتتها بين السلطة والمعارضة، وهي التي لا تنال ثقة المواطنين بسبب تقلب مواقفها، والأرجح أنها ستكون ضمن أكبر الخاسرين في أي انتخابات قادمة. ما نشهده الآن هو محاولة حمس بناء تحالف صوري بين مجموعة من الأحزاب تسمى إسلامية، وهذا التحالف تقوده حمس، وهو تحالف يريد أن ينتحل صفة المعارضة، وعرض الخدمة هذا مقدم للسلطة، ومعالمه تتضح يوما بعد يوم، ورفض جاب الله لهذا التحالف يثير قلق سلطاني على مستويين، الأول هو أنه قد يجعل هذا التحالف بلا معنى وبدون قاعدة، والثاني، وهو الأهم في نظر من جعل التقرب من السلطة أولوية لهم، هو أن يكون جاب الله مرشحا لقيادة التيار الإسلامي في صفقة سياسية جديدة ربما وجد سلطاني ريحها لأن حاسة الشم السياسي عنده تطورت كثيرا بفعل معاشرة أهل الحكم. في كل هذا يبقى حديث رئيس حمس عن الأصوات والانتخابات النزيهة دعابة سياسية لكنها لا تثير الضحك.