اصطدمت المبادرة التي طرحها أبو جرة سلطاني بتشكيل » تكتل إسلامي« برفض أغلب زعماء تيار الحركات الإسلامية في الجزائر، وقد وضع رؤساء الأحزاب الإسلامية المؤسسة منها، والتي هي قيد التأسيس هذه الخطوة في إطار سعي حمس إلى »التموقع« تحسبا للانتخابات القادمة، وكذا تمويه الرأي العام ب »اللعب على الحبلين« فمن جهة هي أحد أقطاب التحالف الرئاسي، في الوقت نفسه الذي تدعو فيه إلى وضع ائتلاف إسلامي. اتضح من خلال ردود أفعال التشكيلات الإسلامية التي رصدتها » صوت الأحرار« أن المبادرة التي طرحها رئيس حركة مجتمع السلم بتشكيل » جبهة إسلامية« مرفوضة ولم تلق الترحيب من الأحزاب الإسلامية في الجزائر، حيث فند أمين عام حركة النهضة فاتح ربيعي وجود أي مبادرة ونفى علمه بها، وأوضح ربيعي في اتصال هاتفي معه ان التصريحات التي يطلقها أبو جرة لا تمثل إلا وجهة نظره وهو المخول بالرد عنها. من جانبه علق رئيس حركة الإصلاح الوطني ميلود قادري على دعوة أبو جرة على أنها تفتقد إلى المصداقية، مشيرا إلى أن حركته تحبذ العمل الجماعي شريطة أن يكون في إطار وحدة حقيقة تمثل الشعب، متسائلا عن الأهداف الخفية والنوايا التي تقف وراء هذه التحركات التي بادر بها زعيم حركة حمس. وحول ما إذا كان سلطاني يطرح نفسه على أنه رجل إجماع التيار الإسلامي في الجزائر، قال قادري في تصريح خصنا به أن العديد من السياسيين يطرحون أنفسهم على أنهم رجال إجماع، غير انه انتقد الطريقة التي تنتهجها حمس في تعاملها مع المحيط السياسي المحيط بها قائلا » مرة تكتل إسلامي ومرة تحالف رئاسي« في إشارة منه إلى ضرورة التحالف وفق مبادئ وليس لضرورات مناسباتية تتعلق بالاستحقاقات الانتخابية. وفي تصريح ل»صوت الأحرار« اعتبر عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية »قيد التأسيس« أنه غير معني بالمبادرة التي طرحتها حركة مجتمع السلم، مفضلا عدم الخوض فيها، وكان جاب الله أبدى في تصريحات صحفية سابقة عدم اهتمامه بالتكتل الذي دعا إليه سلطاني، هذا الأخير الذي غير خطابه السياسي مؤخرا حيث أصبح كثير الانتقاد للتحالف الرئاسي، كما زادت أطماعه النتائج الايجابية التي حققتها الحركات الإسلامية في بعض الدول العربية مؤخرا.