تحتضن الجزائر، أمس واليوم، ملتقى الأمن الغذائي لبلدان مجموعة ال »5 +5« لضفتي المتوسط وأكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى أن اللقاء »سيتناول تأمين الغذاء بصورة مستدامة لقرابة 300 مليون شخص مقيمين في بلدانها العشر، في حين سيعكف المشاركون على إعداد استراتيجية مشتركة من شأنها إيجاد آليات ضبط ملائمة للتقليص من تأثر تقلبات الأسعار في أسواق المواد الغذائية. انطلقت أمس وعلى مدار يومين ندوة بلدان »5+5« حول الأمن الغذائي وذلك لمناقشة المسائل المتعلقة بتحسين الأمن الغذائي بالبلدان العشرة المطلة على الضفة الغربية للمتوسط، وستتمحور أشغال هذا اللقاء الذي ينظم وفقا لنتائج المؤتمر الثامن لوزراء الخارجية للبلدان 5+5 حول تبادل الخبرات الوطنية للبلدان العشرة المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط في مجال الأمن الغذائي. وفي هذا اللقاء الذي أشرف على افتتاحه وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، أكد أن الموعد سيتناول تأمين الغذاء بصورة مستدامة لقرابة 300 مليون شخص مقيمين في بلدانها العشر، مشيرا إلى أن ذلك سيتحقق من خلال زيادة الإنتاج في كل من هذه البلدان، وخاصة في بلدان الضفة الجنوبية وخلق التكامل بين البلدان العشرة الممثلة في هذه الندوة، معتبرا أن النمط الغذائي المتوسطي يعد من أكثر الأنماط الغذائية توازنا والأكثر صحية على وجه الأرض. وللإشارة فإن المشاركين سيعكفون على إيجاد آليات ضبط ملائمة للتقليص من تأثر تقلبات الأسعار في أسواق المواد الغذائية لفائدة الفلاحين والمستهلكين بالمنطقة إلى جانب إعداد إستراتيجية مشتركة تتبناها دول 5+5 من أجل تأمين أفضل للغذاء وتسيير الموارد الطبيعية كالماء والتربة والغابات، فيما يتناول المشاركون في لقاء الجزائر عدة مواضيع أخرى لها صلة بالأزمات الغذائية الدورية وانعكاساتها على أسعار المواد الأولية وارتفاع الاستثمارات الفلاحية والتسيير العقلاني للموارد. وأشارت بعض التقارير الموزعة على هامش الندوة أن كل التجارب التي أجريت لحد الآن تؤكد أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تعد واحدة من بين المناطق الأكثر هشاشة أمام ظاهرة الاحتباس الحراري وهو ما يؤدي إلى انقراض ما بين 20 إلى 30 بالمائة من التنوع البيولوجي الموجود بالمنطقة خلال العقود الخمسة القادمة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وهو الأمر الذي يستدعي حسب الخبراء تدخل حكومات دول الحوض المتوسط لإيجاد آليات للتقليل من هذه التأثيرات وبالتالي تأمين الغذاء لسكان المنطقة.