تواصل ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بسطيف تساقط كثيف للثلوج، فلأول مرة منذ بداية موجة البرد والثلوج هذه بلغ صباح أمس سمك الثلوج بمناطق شمال سطيف إلى حدود 4 أمتار، وهو الوضع الذي أدى إلى تأزم الأوضاع بالنسبة للقاطنين بالمنطقة الشمالية للولاية لا سيما مناطق بوعنداس، قنزات، بني ورثلان، ماوكلان، حمام قرقور، عموشة، بني عزيز، جميلة ومناطق عديدة من بئر العرش. هذه الوضعية التي باتت مأساوية تجلت عبر المكالمات الهاتفية التي وردت إلى الإذاعة المحلية التي فتحت كل خطوطها للأزمة خاصة بالنسبة لسكان المناطق الشمالية، صرخات وآهات على المباشر في الإذاعة دعت إلى التدخل العاجل خاصة بعد الانقطاع الكلي لهذه المناطق عن العالم الخارجي، ومن بين المناطق الأكثر تضررا بلدية آيت تيزي وآيت نوال مزادة بأقصى شمال سطيف. فحسب الموطنين هناك لم يتم منذ يوم الثلاثاء الماضي التوصل إلى فتح الطرقات ومنه إيصال المؤونة خاصة قارورات الغاز التي تعتبر السبيل الوحيد لهم لضمان الحرارة داخل المنازل فضلا عن استعماله في الطهي، وهي وضعية وصفت ب»الكارثية« إن استمر الوضع على حاله. مواطنون يستنجدون عبر أمواج الإذاعة والجيش يتدخل من جانبها سارعت السلطات المدنية في الاستنجاد بوحدات الجيش للتدخل العاجل خاصة في هذه المناطق وفك الحصار وتمكين المؤونة من الوصول، إذ وفي ذات السياق شكل والي سطيف خلية أزمة على مستوى مقر الولاية للتنسيق بين المصالح المدنية والعسكرية وتمكين فك الحصار على الآلاف من المواطنين المعزولين فعل التساقط الكثيف للثلوج. كما أدت عزلة هذه البلديات إلى نفاذ كلي لمخزون قارورات غاز البوتان ومن تمكن من الظفر بها في السوق السوداء فلن يشتريها بأقل من 1000 دج للقارورة الواحدة في أحسن الأحوال، كما أن شبكة المياه الصالحة للشرب تعرضت إلى توقف وجفاف كلي لحنفيات المنازل مما أدى حسب تصريحات عديدي المواطنين إلى لجوئهم إلى عملية إذابة الثلوج قصد توفير هذه المادة الحيوية لعائلاتهم. انفجار منزل وتفحم عجوز ونجاة شيخ ببوعنداس وعن آخر الحوادث المسجلة على خلفية الاضطرابات الجوية فقد كشفت مصالح الدرك أمس أنه خلال ال24 ساعة الأخيرة تم تسجيل حادث انفجار قارورة غاز بمنطقة الشريحة ببلدية بوعنداس أدى إلى تفحم عجوز، إضافة إلى نجاة شيخ وتعرضه لحروق متفاوتة واحتراق شبه كلي للمنزل، كما سجلت حادث آخر بمنطقة قنزات على اثر انهيار منزل كان يأوي عائلة بأكملها لم يتمكن من الصمود أمام ثقل الثلوج غير أنه ولحس الحظ لم تسجل أي خسائر في الأرواح لتفطن رب العائلة للأمر. الوالي يأمر الخبازين بالعمل المتواصل ومصنع الحليب يؤكد مضاعفة المنتوج أمر أمس والي سطيف كل المخابز عبر إقليم ولاية سطيف بضرورة مضاعفة العمل وتوفير المادة بالكميات الكافية، وذلك بعد دخول عديد الخبازين منذ أمس في إضراب على خلفية ارتفاع سعر مادة الفرينة مما شكل طوابير عديدة ونشوب مناوشات بين المواطنين لندرة المادة أمس الأول، لكن وبعد تدخل الوالي عادت كل المخابز إلى العمل خاصة بعد تهديده باللجوء إلى تسليط عقوبات صارمة لمن يرفض العمل خاصة خلال هذه المرحلة، أين يكثر الطلب على الخبز. من جهة أخرى أكدت المصلحة التجارية لمصنع الحليب بمزلوق أن كل وحدات المصنع تشغل وأنها قامت بتسخير كل الوحدات للعمل على مدار 24 ساعة من أجل مضاعفة إنتاج مادة الحليب التي سجل انعدامها الكلي أمس بكل مناطق سطيف غير أن مشكلة تكمن في صعوبة حالة الطريق التي لا تمكن شاحنات التوزيع من الخروج من المصنع.