قسنطينة - تبذل منذ 36 ساعة الأخيرة جهود مكثفة لتزويد سكان المناطق النائية بولايات شرق البلاد بقارورات غاز البوتان حسبما علم اليوم الثلاثاء من المصالح المعنية. فبقسنطينة التي شهد بها مركز نفطال ببونوارة انقطاعا في التيار الكهربائي ما ولد بعض المخاوف قبل إعادة تشغيله بفضل المولد فقد تم إزالة أكوام الثلوج عبر المحاور الثانوية للسماح لشاحنات التوزيع بالوصول إلى القرى النائية والمعزولة. وفي إطار عملية إزالة الثلوج التي وضعت كأولوية الأولويات" من طرف والي الولاية تمكنت شاحنة نصف مقطورة بعد الساعة الواحدة من اليوم الثلاثاء من الوصول إلى منطقة بني حميدان بدائرة زيغود يوسف لتفريغ حمولتها. وجرت عمليات مماثلة اليوم الثلاثاء برسم عملية بين مؤسسة نفطال ومديرية الطاقة والمناجم لتوفير قارورات غاز البوتان لسكان المشاتي التابعة لبلدية عين عبيد. وفضلا عن ذلك تم توجيه إعلان من طرف والي الولاية على لسان مدير الصحة والسكان لمستخدمي قطاع الصحة من أطباء وممرضين ومسعفين مساعدين وأعوان شبه طبيين للالتحاق بأماكن عملهم حيث تمت الاستجابة بنسبة حوالي 70 بالمائة من هؤلاء المستخدمين الذين التحقوا بمراكز عملهم. واستنادا لخلية الإعلام للولاية فإنه سجلت نسبة غياب "معتبرة" في صفوف عمال القطاع الصحي بالولاية. وبسطيف وهي المنطقة المعروفة بقساوة فصل الشتاء فإن استمرار تساقط الثلوج بكميات كبيرة خلال ليلة الاثنين إلى الثلاثاء أدى إلى عزل العديد من القرى والبلديات الواقعة شمال الولاية ما أسفر عن تذبذب معتبر في تموينها بالمواد الغذائية والمنتجات الطاقوية. وقد تم تأكيد هذه الوضعية المنجرة عن التساقط الكثيف والهائل للثلوج التي وصل سمكها في بعض الأماكن إلى 1,5 متر بعد المكالمات الهاتفية لسكان بلديات كل من آيت نوال مزادة وقنزات وبوعنداس وعين القراج التي بثتها إذاعة سطيف المحلية. واستنادا لهذه الشهادات فإن انقطاع عديد محاور الطرق أدى إلى ضغط كبير على قارورات غاز البوتان وبعض المواد الغذائية على غرار الخبز والحليب والسميد فيما قطع التيار الكهربائي عن عدة قرى ومشاتي. ووفقا لمصالح الأرصاد الوطنية بمطار 8 ماي 1945 فإن سمك الثلوج التي غطت يوم الثلاثاء مدينة سطيف وضواحيها بلغ 20 سنتمترا فيما بلغ 2 أمتار بجبال كل من مغرس وبابور وطاشودة. وتبقى حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 74 باتجاه بجاية متوقفة عبر 11 كلم ببلدية بوقاعة و"جد صعبة" بزغيل وعين القراج وبني ورثيلان حسبما أضافه ذات المصدر مشيرا إلى أن حركة المرور على الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين سطيفوقسنطينة "خطير" خاصة على مستوى أولاد صابر والعلمة وبئر العرش. ولاتزال الطرق الوطنية رقم 103 و 77 و 28 و 75 بين سطيف وولايات كل من برج بوعريريج وميلة والمسيلة وباتنة مغلقة أو صعبة المسلك خاصة بتيغزرت وعين سلطان وعين ولمان وحمام السخنة كما أوضحه ذات المصدر مشيرا إلى أن وسائل وآليات هامة تم تسخيرها لإزالة الثلوج بهذه المحاور وذلك من طرف مصالح كل من الأشغال العمومية والحماية المدنية. وبالأوراس تعطلت اليوم الثلاثاء حركة مرور المركبات بعاصمة الولاية باتنة بسبب التساقط الكثير للثلوج الذي سجل طوال الليل. ووجهت في هذا السياق خلية الأزمة التي تم تنصيبها بالولاية لمواجهة أي طارئ ناجم عن التساقط المكثف للثلوج عبر أمواج إذاعة باتنة نداءا إلى الأولياء بضرورة عدم إرسال أبنائهم إلى الدراسة كاستثناء حيث أغلقت معظم المؤسسات التربوية حفاظا على سلامة التلاميذ. وناشدت الخلية من جهة أخرى المواطنين وأصحاب المركبات بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى بغية تسهيل مهام دوريات المصالح المكلفة بفتح الطرق وإغاثة بعض العالقين فيها وكذا عدم عرقلة القوافل المحملة بالمؤونة والوقود نحو المناطق النائية والمعزولة. وكانت مديرية التربية بباتنة قد أحصت أمس الاثنين 30 مؤسسة تم غلقها بالمناطق الجبلية الوعرة إلى حين تحسن الأحوال الجوية إلا أن تواصل تساقط الثلوج جعل العدد يرتفع ويمس حتى عاصمة الولاية. ويتم من حين إلى آخر عبر أمواج إذاعة باتنة الجهوية بث الأرقام التي بإمكان المواطنين الاتصال من خلالها طلبا للنجدة أو المساعدة مع تقديم نصائح وإرشادات وخاصة إلى مستعملي الطرق. وبأم البواقي لوحظ أيضا توقف للدراسة بأغلبية المؤسسات التربوية بالنظر إلى التساقط الكثير للثلوج حيث أوضحت مصالح التربية بأن توقف الدراسة بالمدن فاق 40 بالمائة فيما كانت بالجهات الريفية بنسبة 100 بالمائة. وعلى الرغم من فتح مجموع الطرق الوطنية والولائية اليوم الثلاثاء إلا أن حركة المرور تبقى صعبة جراء استمرار تساقط الثلوج لليوم الرابع على التوالي حسبما أكده ل"وأج" مدير الأشغال العمومية مؤكدا بأن العمال المدعمين بالآليات وعتاد التدخل قاموا طوال ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بفتح عديد المحاور خاصة تلك التي توصف ب"السوداء" على غرار شوف الدابة (عين فكرون) وفج الخورشف (عين البيضاء) باتجاه تبسة.