رفض رئيس مؤسسة»الأمير عبد القادر« محمد بوطالب، أول أمس، الرؤيةالإيجابية والتبجيل التي تضمنتها مداخلة الباحث الفرنسي كلود ألزيو، حول ليون روش رفيق درب الأمير عبد القادر لمدة سنتين، وقال مقاطعا المحاضر أن:»ليون روش مجرد جاسوس بعثه الجنرال بيجو للتجسس على جيش الأمير وبالتالي لا يستدعي كل هذا الإطراء والثناء« . وأشار الباحث والناشر الفرنسي الذي يشتغل في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، في مداخلته الموسومة» الأمير عبد القادر وليون روش: صداقة لا تعرف الفتور«، أنه قام بقراءة في 19 رسالة التي تبادلها الأمير وليون روش ما بين 1837 و1839، حيث ذكر أنها تضمنت 19 مرة لفظ صديق و19 مرة لفظ وفي. وأشارأن الأمير عبد القادر وليون التقيا في ريعان شبابهما في سن ال28وتقاسما على مدار سنتين المأكل والمشرب والصلوات والتناقضات حيث دخل ليون روش للإسلام ورصد روش يومياته مع الأمير في مرحلة مهمة كان بصدد بناء الجيش النظامي. وقال أنه قدم وصفا دقيقا لحياة الأمير والمحيط الذي كان يعيش فيه، وسلوكاته الاجتماعية والسياسية والصوفية وعلاقاته مع باقي القادة والقوى الصوفية على غرار الطريقة التيجانية التي رفضت الدخول في التحالف الذي أقامه مع باقي القبائل، وقال أن ما كتبه ليون روش هو الأكمل ويتجاوز المذكرات التي خصصها تشرشل للأمير. وأضاف المحاضر أن ليون روش إرتد عن الإسلام عام 1839 وهرب وأشار الباحث الفرنسي كلود ألزيو، أنه بعد القطيعة في عام 1839 عادت المراسلات بين الرجلين من جديد سنة 1848 وتواصلت إلى غاية 1883 حيث تبادلا مئات الرسائل تحدثا فيها عن الكثير من الأمور وكانت الرسالة الأخيرة قبل شهرين من وفاة الأمير عام 1883 . من جهته، قال الباحث الفرنسي أنه يتفهم رد فعل رئيس المؤسسة لكنه بالمقابل لم يتجاوز ما يتوفر لديه من وثائق وهي مجموع الرسائل ال19، وقال أن ليون روش قام بترجمة 19 رسالة إلى الفرنسية في المدرسة الشرقية بباريس ولا أحد اطلع على مدى أصالة الرسائل وهو ما يدفعني للاتصال بعائلة روش، ومقارنة الترجمة وأشار أنه لا يوجد أي دليل على خيانة ليون روش للأمير عبد القادر، وإلا لما إستمرت صداقتهما فيما بعد ووصلت إلى 46 سنة كما أوضح أنه لا يوجد أي وثيقة أومخطوط يثبت رحلة ليون روش إلى الحجاز أو مكة للحصول على فتوى شرعية من علماؤها تخص تحريم الجهاد في الجزائر.