دعت منظمة العفو الدولية، إلى التحقيق بمقتل عدد من المدنيين في ليبيا، جرّاء الغارات التي نفذتها قوات حلف شمال الأطلسي، وقالت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان »ليبيا: ضحايا غارات الناتو المنسيون«، إن أعداداً من المدنيين الليبيين الذين لم يشاركوا في القتال قتلوا وأُصيب كثيرون آخرون بجروح، وسقط غالبيتهم في منازلهم جراء غارات حلف الأطلسي الجوية، لكن لأخير لم يجرِ التحقيقات اللازمة أو حتى يحاول الاتصال بالناجين وأقارب القتلى. وأضافت أن حلف الأطلسي بذل بعض الجهود الملحوظة لتقليل خطر التسبب بخسائر بين المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخيرة دقيقة الإصابة، وفي بعض الأحيان بإصدار تحذيرات مسبقة للسكان في المناطق المستهدفة، لكن ذلك لا يعفيه من إجراء تحقيق مناسب بالغارات التي أسفرت عن مقتل وجرح أعداد من المدنيين ومن تقديم التعويض للضحايا وذويهم. وشدّدت المنظمة في تقريرها، على ضرورة أن يضمن حلف الأطلسي إجراء تحقيقات سريعة ومستقلة وحيادية وشاملة في أية مزاعم تتعلق بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي على يد مشاركين في عملية الحامي الموحد، وأن يتم نشر النتائج على الملأ، وملاحقة المشتبه بهم قضائياً حيثما تتوفر أدلة مقبولة ومناسبة. وقالت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو في بيان لها، إن مسؤولي حلف شمال الأطلسي أكّدوا مرارا التزامهم بحماية المدنيين، لذا لا يمكنهم الآن تجاهل موت عشرات المدنيين بإصدار بعض بيانات الأسف المبهمة دون تحقيق مناسب في هذه الحوادث المميتة، وأضافت منظمة العفو إن التحقيقات يجب أن تكشف ما إذا كانت الخسائر في أرواح المدنيين نجمت عن أي انتهاك للقانون الدولي وفي حالة حدوث ذلك يجب تقديم المسؤولين للعدالة. يذكر أن مهمة حلف شمال الأطلسي بدأت بتفويض من الأممالمتحدة في 31 مارس من العام الماضي بهدف حماية المدنيين من هجمات قوات القذافي، حيث نفذت قوات حلف الأطلسي نحو 26 ألف طلعة جوية منها نحو 9600 طلعة قصف ودمرت 5900 هدف قبل إنهاء العمليات في 31 أكتوبر 2011. وخلص محققو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى أن عمليات »الناتو« أوقعت قتلى مدنيين وإن كان قد اتخذ احتياطات شديدة لعدم سقوط قتلى بين المدنيين. في سياق ذي صلة، أفرجت السلطات الليبية عن صحفييْن بريطانيين اعتقلتهما مليشيات ليبية الشهر الماضي في طرابلس، وكانت »سرايا السويحلي« قد اعتقلت في 22 فيفري الماضي كلا من نيكولاس ديفيز وغاريث مونتغمري جونسون اللّذين يعملان لقناة »برس تي في« بتهمة التجسس، ثم حوّلت التهمة إلى دخول الأراضي الليبية بصورة غير شرعية، وسلمت سرايا السواحلي وهي مليشيات من مصراتة تنشط أيضا في طرابلس الصحفيين الأسبوع الماضي إلى السلطات الليبية، وظهر الصحفيان في مؤتمر صحفي أول أمس في طرابلس وقد جلسا إلى جنب وكيل وزارة الداخلية عمر الخضراوي، الذي قال إنه قد ثبت أن البريطانيين لم يرتكبا أي جرم، وأنهما أبديا رغبة في مغادرة ليبيا.