* كيف تنظر السيدة فرحي التي تخوض سباق التشريعيات للمرة الثانية لموضوع المشاركة السياسية للمرأة؟ **النساء شقائق الرجال يمثلن نصف المجتمع في كل أمة وأي بلد وعبر التاريخ لعبن دورهن كاملا إلى جانب الرجال في السراء وفي الضراء وفي مختلف مجالات الحياة، قد تتعجبون لو أخبرتكم أنني مع نظام الكوطة وكنت سعيدة أيما سعادة يوم تمت المصادقة علي مشروع القانون مع أنني طالبت أثناها داخل اللجنة القانونية بالبرلمان أن تعمم هذه الكوطة على الهيئات التنفيذية للدولة فواجبنا أن لا نبعد المرأة عن موقع صنع القرار التشريعي والتنفيذي وكذا القضائي. * كثيرا ما يجري الحديث عن العراقيل التي تواجهها المرأة في العمل السياسي، كيف نجحت في تحدي هذه العراقيل؟ **إن إشراك المرأة الجزائرية حاليا في الحياة السياسية قد يجد بعض العراقيل لأنه وحتى نصل إلى المشاركة الفعالة علينا أولا أن نمكن المرأة من الوصول إلى المعلومات والحياة الكريمة من خلال التعليم والعناية في جميع الميادين كما كان الأجدر بالتيارات السياسية أن تكون مناضليها وتوعيهم لمناهج النضال والممارسة السياسية رجالا كانوا أم نساء ، لتقتلع جذور الرداءة وتكرس الكفاءة والشجاعة السياسية بعيدا عن التهور مكرسين مبدأ نكران الذات أي أن يكون لها سياسيين قادرين علي حمل المشعل حين يحتاجهم الوطن. *تسابقت كثير من الأحزاب إلى طلب ود بعض الشخصيات النسائية، إما لترشيحها في الانتخابات، أو الحصول على دعمها، هل تعتقدين أن الثقافة السياسية في الجزائر تغيرت وأصبح السياسيون عندنا يؤمنون بأهمية حضور المرأة في المشهد السياسي أم هي مجرد مناورة ظرفية أملتها قوة قانون الكوطة..؟ **قد تواجه المرأة الجزائرية بعد تكريس مبدأ الكوطة معوقات سياسية وميدانية تنجم عن قلة الخبرة وليس الكفاءة ، لكن شيئا فشيئا ستتحسن الأوضاع وسنرى النتائج المذهلة التي تقدمها المرأة الجزائرية لبلدها . أما عن مساعي بعض الأحزاب في طلب ود بعض الشخصيات النسائية فأتمنى لو تتودد هذه الأحزاب كذلك لتختار شخصيات رجالية كفؤة تكون في مستوي تطلعات المواطنين . *كانت المرأة عنصرا فاعلا في ما يعرف بالربيع العربي، إلا أن حقوق المرأة وحتى الأساسية منها كانت هي الضحية الأولى لهذه الثورات مثل ما حدث ويحدث في مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها..ألا تخشين أن يتكرر ذلك في الجزائر، خاصة لو حصل التيار الإسلامي على الأغلبية البرلمانية؟ **بالنسبة للثورات فأظن أن أمرها حسم وانتصرت عندما كسر حاجز الخوف. والمرأة كانت فعلا عنصرا فاعلا في تلك الأحداث والانتفاضات، كما للأسف هي أول من يعاني عندما تتهدد حقوق الإنسان الأساسية.كأزمات الغذاء والحروب والصراعات وتغيير المناخ والركود الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية. لذلك وجب الأخذ بعين الاعتبار وحتى تحت ما يسمي بالربيع العربي أن الوصول إلى التغيير ومسايرة التطلعات العالمية لا يكتب له النجاح إلا من خلال الاستفادة من إمكانيات المرأة من اجل مجتمع أكثر عدلا يكون فيه احترام حقوق الإنسان في احترام كرامة كل امرأة. *كثيرا ما كتب أو قيل أن البرلمانية نعيمة فرحي شقت مشوارها السياسي بالاعتماد بالدرجة الأولى على أناقتها ووسامتها..فماردك على هذا الكلام.. وماذا تقول فرحي للنساء اللواتي يطرقن باب البرلمان للمرة الأولى؟ **بالنسبة لموضوع الجمال الذي يعتقد أنه الطريق الوحيد لدخولي الحياة السياسية أقول إن هذا الأمر ولو سلمنا به فهو استخفاف بدرجة عالية بذكاء المواطن الجزائري الذي اعتز بانتسابي له. إن دخولي المعترك السياسي عام 2007 كان مبنيا على أسس مدروسة وفق حملة انتخابية لا تخلو من الاحترافية في إطار الاقتباس من نماذج متطورة تتساير مع ذكاء المجتمع الذي انتمي إليه والذي اتسعت معارفه بدخول العولمة مدرجات الجامعات والمدارس والمنازل الجزائرية ، ومع ذلك أنا سعيدة لان صوري أخذت كل هذا الاهتمام، فيكفيني فخرا أن الله جميل يحب الجمال. وأقول لكل امرأة عليك أن لا تتقيدي بتجارب أو ذاكرة معينة، التزمي المرونة والدينامكية، ساعية لأن تكوني جزئا من عوامل التغيير الإيجابية في حاضر المنطقة ومستقبلها، تحدي الأدوار النمطية التي تكرس التمييز والعنف ضد النساء والشباب والأطفال. شجعي الحوار بين الأجيال وقيم ومبادئ حقوق الإنسان والمساواة نحو فضاءات أرحب من الحرية والاحترام .