كشف تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الجزائر منحت مساعدات مالية للفلسطينيين خلال العام الحالي، إضافة إلى العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة علما أن رئيس الجمهورية كان قد سلم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صكا بقيمة 8.62 مليون دولار على هامش أشغال القمة العربية التي احتضنتها العاصمة السورية دمشق نهاية شهر مارس الفارط. سهام بلوصيف ذكرت الصحيفة الأمريكية أن ثلاث دول عربية فقط قدمت خلال العام الحالي مساعدات مالية هي الجزائر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فيما كانت قطر قد تجاوز دعمها المالي ما كانت تعهدت به حيث بلغ ما قدمته طول السنوات السبع الماضية7.232 مليون دولار بزيادة قدرها 4.52 مليون دولار. وأكد ذات التقرير تقاعس دول عربية وخاصة النفطية منها عن الوفاء بتعهداتها التي كانت أعلنتها في قمة بيروت العربية في عام 2002 بتقديم دعم مالي سنوي للسلطة الفلسطينية، وقالت الصحيفة في تقرير مدعم بالبيانات والأرقام إن عدد الدول العربية التي تقدم مساهمات مالية لحكومة السلطة الفلسطينية تراجع إلى ثلاث حكومات من أصل 22 وبحصص أقل كثيرا مما سبق. وأشارت الصحيفة إلى أن البنك الدولي والحكومات الأوروبية و الولاياتالمتحدة قدمت أموالا تزيد عن المساهمات العربية بثلاثة أضعاف. لكن مسؤولين قالوا إن "الأوروبيين والبنك الدولي استنفدوا مواردهم فخلفوا فجوة مالية تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار، لما تبقى من عام 2008". ويذكر هنا أن الجزائر قد منحت للسلطة الفلسطينية في القمة العربية الأخيرة المنعقدة بدمشق أيضا صكا ثانيا بمبلغ 10 ملايين دولار يمثل التزامات الجزائر في مؤتمر المانحين في باريس. على صعيد آخر، كانت السلطات الجزائرية أعلنت تزويد قطاع غزة المحاصر من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي بمادة الوقود إلا أن العملية واجهت عراقيل لتمريرها إلى القطاع وهو ما دفع وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل إلى القول إن "الجزائر ترى منح مساعدات مالية أحسن من نقل هذه المادة لتمكين الفلسطينيين من شراء كل المواد التي يحتاجونها" خاصة وأن هناك مساعدات غذائية بعثت بها الحكومة الجزائرية إلى فلسطين تعرضت للتلف. وأشادت السلطات الفلسطينية بهذا الموقف الذي اعتبرته متقدم جدا، كما أثنى عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية المكلف بالعلاقات الخارجية في حركة فتح على جهود الحكومة الجزائرية خلال الزيارة التي قادته إلى الجزائر منتصف شهر أفريل الفارط الذي قال إن "الدولة الجزائرية تقوم بدورها على أكمل وجه"، معبرا عن أمله في أن تكون المساعدات العربية أكثر مما عليه الآن.