يكون التجمع الدستوري الديمقراطي، الحزب الحاكم في تونس، ابتداء من اليوم على موعد مع انطلاق أعمال مؤتمره الخامس في أجواء يطغى عليها رهان كسب تحدي الاستمرارية والتواصل من أجل تجديد وبعث قيادة جديدة من الشباب تواكب التحديات الجديدة التي تواجهها تونس على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،و كذا كسب رهان التشغيل وتحسين الاستثمار في الموارد البشرية. المؤتمر الخامس للأرسيدي الذي سيتواصل على مدى ثلاثة أيام وإلى غاية 2 أوت المقبل بحضور نخبة من كبار الضيوف والشخصيات الدولية وممثلي العديد من كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية، سيرفع شعار "مؤتمر التحدي"، في إشارة إلى حجم المهمات التي يزمع المؤتمر تبني برامج عمل بشأنها تحدد المسار الذي تمضي فيه حركة التحديث والإصلاح التونسية لعدة أعوام مقبلة. وكان الهادي مهني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي، أكد خلال ندوة صحفية السبت الماضي حرص الرئيس زين العابدين بن علي على تجديد دماء الحزب وتنشيط دواليبه وتطوير أدوات عمله وصيغ تدخله وتوسيع دائرة إشعاعه عبر تضافر مجهودات كل النخب والفئات والشرائح. وأضاف أن مقاربات الرئيس بن علي تعد مصدرا خصبا للأفكار والتصورات تثرى الخطاب السياسي بالأطروحات السديدة المعمقة مذكرا بما أفرزته هذه المقاربات من مفاهيم تقدمية كالديمقراطية والتعددية والمواطنة والمجتمع المدني والمشاركة. وذكر في هذا الصدد باجتماعات لجان التفكير الخاصة بإعداد مشاريع لوائح المؤتمر والتي انطلقت منذ 28 جانفي وتواصلت حتى آخر مارس 2008 بمشاركة عدد هام من كوادر وإطارات التجمع والشباب والمرأة والكفاءات الفكرية والثقافية البارزة والخبرات المرموقة من مختلف الميادين. وثمن حرص الرئيس بن علي على أن تؤخذ المقترحات المنبثقة عن الحوار الوطني الشامل مع الشباب بعين الاعتبار في لوائح المؤتمر "بما يترجم مجددا المكانة المحورية التي تحتلها هذه الشريحة من المجتمع في فكر وسياسة الرئيس باعتباره النفس القوى للتغيير والأداة الحيوية لمواصلة المسيرة التنموية وضمان قدرة المجتمع على التجديد والابتكار" . كما أشار إلى القرار الرئاسي الأخير المتعلق بتطوير تركيبة اللجنة المركزية وإثرائها بإضافة شاب وشابة من "التجمعيين" دون سن الثلاثين ضمن القائمة الوطنية عن كل لجنة تنسيق وعن هياكل التجمع بالخارج. ويكتسي عقد هذا المؤتمر أهمية خاصة بالنسبة إلى الشباب بعد أن تهيأت له أسباب المشاركة في الحياة العامة عبر مختلف الآليات المستحدثة سيما منها الاستشارات وفضاءات الحوار. ويمثل إقرار الرئيس بن على لسنة 2008 سنة للحوار الشامل مع الشباب إثباتا لاهتمامه بمشاغل الشباب وتطلعاته وتأكيدا لجسامة الرسالة الموكولة إلى هذه الفئة للمشاركة في بناء مستقبل تونس ودعم مناعتها والحفاظ على سيادتها. وقد اجمع الشباب التونسي خلال منتديات الحوار التي أقيمت بمختلف أنحاء البلاد ومع الأجيال الجديدة للهجرة على الانخراط الكامل في المشروع التحديثى للتغيير بتوظيف قدراته وكفاءاته في خدمة المجموعة الوطنية وتأكيد تمسكه بالرئيس بن على الذي يجسم تطلع التونسيين وخاصة الشباب إلى مزيد من الرفعة والرفاه. وستجد الصيغة الأولية للميثاق الشبابي واسع الصدى في أعمال مؤتمر التحدي الذي سيجدد المراهنة على دور الشباب في الحفاظ على قيم المواطنة والتعلق بتونس والوفاء لها وحدها. ولما كان التشغيل واستحداث فرص العمل محور كل السياسات والبرامج الوطنية وابرز مشغل للشباب في تونس فقد أذن الرئيس بتنظيم استشارة وطنية خلال سنة 2008 حول التشغيل تطرح حلولا عملية لادماج الشباب في الحياة المهنية سيما لفائدة حاملى الشهادات العليا. وتقول مصادر التجمع أن شعار "التحدى" يجسد منطلقا لمرحلة جديدة من العمل السياسي في ضوء ما تشهده البلاد من تطور على جميع المستويات وفي مختلف الميادين. وتضيف أن المؤتمر يسعى للتأكيد على أهمية الدور الموكول له على التغيير في كسب الرهانات الناجمة عن التحولات الداخلية والخارجية، لا سيما وأن المؤتمر يلتئم في فترة تستعد فيها تونس لمرحلة سياسية حاسمة من ابرز مواعيدها الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2009 التي ستكون محطات أخرى جديدة على درب تكريس المسار الديمقراطي التعددي وتدعيم مكانة الأحزاب السياسية ودورها في تأطير المواطنين وتشريكهم في الحياة العامة. كما يأتي في ظرف بلغت فيه البلاد "منعطفا مصيريا في طريقها نحو ترسيخ الحداثة والارتقاء إلى مراتب الدول المتقدمة وفي ظرف عالمي دقيق ومتغير" حسب استشراف الرئيس بن علي. ويعتبر المؤتمر بذلك موعدا سياسيا هاما وفرصة متجددة تتاح لحزب التجمع لمواصلة مسيرته على درب التحديث والتطوير وفق ما رسمه الرئيس بن علي من خيارات واضحة مكنت تونس من تحقيق تقدم ملموس في كافة مجالات التنمية. وتقول مصادر التجمع ان التحدي الذي يعمل التجمع على الإسهام في رفعه هو تحد لكسب رهان التشغيل وحسن الاستثمار في الموارد البشرية. وهو كذلك تحدى مواجهة الظرف الاقتصادي العالمي والمواكبة المستمرة للمستجدات العالمية والتعامل معها في إطار الحفاظ على التوازنات ومراعاة الأولويات الوطنية سيما في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية في الأسواق. وتضيف المصادر ذاتها، أن الحديث عن تحديات المرحلة المقبلة وعن دور التجمع في رفعها لا يمكن فصله عن سياقه الدولي بحكم تفتح تونس على محيطها الإقليمي والعالمي وتفاعلها مع تحولاته المتسارعة وتأثرها بمختلف مستجداته. وكانت اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي أعلنت عن ترشيحها للرئيس زين العابدين بن علي لخوض الإنتخابات الرئاسية لعام 2009. ودعا بيان للجنة المركزية للتجمع في ختام أعمال دورتها العادية التاسعة أنها تتطلع إلى أن يستجيب الرئيس بن علي لنداء تونس وشعبها باعتباره "الخيار الأوحد لحاضر البلاد ومستقبل أجيالها" ولرفع تحديات المرحلة القادمة وكسب رهاناتها. للتذكير،فإنه منذ حركة التحول التي قادها الرئيس بن علي عام 1987 عقد التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس أربعة مؤتمرات، مثلت محطات سياسية وطنية بارزة للتقييم والاستشراف ورسم الأهداف التي تقتضيها كل مرحلة وخصوصياتها. وعلى صعيد المشاركة الدولية،يسجل حضور حزب جبهة التحرير الوطني في فعاليات هذا المؤتمر، ممثلا بكل من صالح قوجيل عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بقطاع العلاقات مع الأحزاب والجمعيات والمنظمات والمجتمع المدني والعلاقات الخارجية رفقة عمار سعيداني عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالمنتخبين وكذلك عبد المجيد بن حديد عضو المجلس الوطني. ويعكس حضور الأفلان في مؤتمر حزب التجمع الدستوري أواصر الصداقة المتميزة والعلاقات المتينة القائمة بين الحزبين حسب ما أشار إليه البيان الذي تلقت "صوت الأحرار" نسخة منه. ق/د