يرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور، سالمي العيفة أن حركة مجتمع السلم لا يمكن أن تنجح في المعارضة في ظل غياب مشروع سياسي تدافع عنه، وهو الشرط الذي تفتقده أغلب القوى السياسية المعارضة في الجزائر على حد قول الدكتور، مضيفا أن انتقال حمس إلى المعارضة سيكون له انعكاس مباشر على كل مصالح الحركة وامتيازاتها السياسية التي حصدتها طيلة مشاركتها في الحكم. أرجع الدكتور سالمي العيفة انتقال حركة مجتمع السلم إلى صف المعارضة بعد أن فرض الخط الذي كان دائما يتبنى المعارضة داخل الحركة منطقه بعد النتائج السلبية التي حققها تكتل الجزائر الخضراء في الانتخابات التشريعية، وقال المتحدث إن هناك صراعا طويلا داخل حركة مجتمع السلم يمتد إلى تاريخ تأسيسها، الأول يدعو إلى المشاركة في الحكم والثاني يدعو إلى المعارضة، هذا الأخير الذي كان صوته في كل مرة »يتم إقصاؤه« وهو ما يفسر السوسبانس الذي يصاحب كل اجتماعات الحركة يضيف الأستاذ. وعلى هذا الأساس يبين الدكتور في حديثه مع »صوت الأحرار« أن حدوث تجاذبات بين الجانبين بعد جنوح الحركة إلى المعارضة أمر وارد، لكنه اعتبره ضعيفا، لأن التداعيات تكون أقل حدة، مشيرا في ذلك إلى أن نصاب التصويت للذهاب إلى المعارضة ب 135 صوت سيقلل من هذا الاحتمال، زيادة على أن الحركة عرفت مؤخرا انشقاقا كلفها كثيرا، بعد أن اختار القيادي السابق بها عبد المجيد مناصرة تأسيس جبهة التغيير، وهو ما يجعل التفكير في الانشقاق أمرا بعيدا عن أذهان قيادات حمس. وفي سياق متصل أقر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر بغياب مشروع سياسي واضح تتبناه المعارضة في الجزائر، ولفت إلى أن المعارضة هي خيار استراتيجي وليست ردود فعل أو مواقف ظرفية من بعض القضايا المعينة، ويقول المتحدث إن خيار المعارضة غائب في الجزائر منذ سنوات، وتساءل الدكتور إن كانت هذه الأحزاب المعارضة لها مشروع سياسي جاهز، مشيرا إلى أن الساحة السياسية تفتقد إلى مشروع سياسي تقوده المعارضة.