اعتبر صالح قوجيل عضو أمانة الهيئة التنفيذية بحزب جبهة التحرير الوطني مكلف بالعلاقات الخارجية أن العلاقات بين الأفلان والتجمع الدستوري الديمقراطي التونسي تضرب جذورها في التاريخ، مؤكدا أن هذه الصلة ازدادت ترسخا في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى ما حققته الجزائر في السنوات الأخيرة بقيادة الرئيس بوتفليقة رئيس الحزب خاصة بعد إقراره ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. ع.ط تأكيد صالح قوجيل جاء في مضمون الكلمة التي ألقاها بمناسبة انعقاد مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي بتونس، حيث جاء فيها قوله "شرف كبير لي وللوفد المرافق أن نشارك باسم حزب جبهة التحرير الوطني في فعاليات مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي، الذي اتخذ من "التحدي" شعارا له، وهو شعار له دلالة في هذا الوقت بالذات الذي تغيرت فيه الموازين الدولية وسادت فيه عقلية الهيمنة بأساليب أصبح لزاما علينا مواجهتها بالتحدي من خلال قدراتنا وإمكانياتنا حتى لا نكون لقمة سهلة للابتلاع". وكان من الطبيعي أن يتحدث قوجيل الذي كان على رأس وفد الأفلان المشارك في أشغال مؤتمر "الأرسيدي" التونسي، عن العلاقات التي تجمع الحزبين، حيث قال في هذا الشأن بأن هذه العلاقات "تضرب بجذورها في أعماق تاريخنا المشترك وهي على الدوام تندفع نحو المزيد من المتانة والقوة والتنسيق بفضل السياسة الحكيمة التي رسمها قائدا البلدين الشقيقين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس زين العابدين بن علي"، مشيرا أيضا إلى أن هذا السعي إلى تمتين التعاون مترسخ "من أجل أن تكون هذه العلاقات نموذجا في التعاون والتآزر وأيضا بناء أساسيا في الاتحاد المغاربي الذي يبقى هدفا استراتيجيا أصبح تحقيقه التزاما يفرضه التاريخ والجغرافيا والعلاقات الدولية الإنسانية وتحكمه التطورات الدولية والإقليمية التي أصبحت التكتلات الجهوية والدولية فيها هي القاعدة في التعامل والتعاون للحفاظ على المصالح الحيوية للشعوب". وسجل الصالح قوجيل في كلمته التي ألقاها بأن "حزب جبهة التحرير الوطني يقدر عاليا ما حققته تونس الشقيقة من تطور اقتصادي واجتماعي وثقافي بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي"، قبل أن يؤكد بأن ذلك "يعتبر ذلك مكسبا يضاف لرصيد الاتحاد المغاربي قفزة نوعية تحقق للشعب التونسي الشقيق العيش في كنف الرفاهية والازدهار". إلى ذلك لم يفوت القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الإشارة إلى ما تحقق في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، حيث أورد قائلا "نحن في ظل قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية ورئيس الحزب انطلقنا في مرحلة جديدة طموحة تجسدت في البرنامج الذي أعطى الشعب الجزائري بمقتضاه الثقة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية 1999، وأعادها مرة أخرى في 2004"، ليؤكد في هذا الاتجاه أنه "تحققت المصالحة الوطنية من خلال مبادرة الرئيس المتمثلة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والتي منحها الشعب الثقة بالإجماع في الاستفتاء العام الذي جرى في عام 2005 والتي أنهت فترة من أصعب وأخطر الفترات التي مر بها الشعب الجزائري". وعلى هذا الأساس قال قوجيل "إن الجزائر اليوم تعيش مرحلة النهوض الشامل من خلال التنمية والإنعاش الاقتصادي وتتخطى كل المراحل وتتحدى كل الصعوبات لتسجل حضورها القوي في العالم مساهمة في صنع القرارات الدولية ومتمسكة بمواقفها الثابتة تجاه مصالح الشعوب وخاصة العربية والإسلامية في ظل التعامل الدولي والأممي باللاعدالة في إصدار القرارات واللوائح والتوصيات". كل هذه المعطيات جعلت عضو أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان يخاطب المشاركين في أشغال المؤتمر بقوله "إن العلاقات بين حزبينا هي علاقات نموذجية ولنا مسؤولية مشتركة في العمل على إعطائها ما تستحق من الاهتمام والمتابعة حتى تكون في مستوى ما تطمح إليه شعوبنا من تقدم وازدهار في ظل الأمن والاستقرار". وتحدث صالح قوجيل أيضا عن تطورات الوضع في فلسطين والعراق منددا بممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، كما أبدى تضامن الأفلان مع لبنان في ظل استهداف وحدته، كما جدد موقف الحزب أيضا الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عندما قال "لا يفوتنا أن نضم صوتنا إلى صوت كل الأحرار في العالم من أجل أن ينال شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب حريته وفقا لقرارات ولوائح الأممالمتحدة ومجلس الأمن لتقرير المصير ونيل الاستقلال".