دعا أمس صالح قوجيل عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني إلى إعادة فتح الملفات المتعلقة بالثورة التحريرية بما فيها الأخطاء والسلبيات التي وقعت لقطع الطريق أمام الذين يسعون استغلالها في كتابات مغرضة للنيل من الجزائر وتاريخها، معتبرا أن نجاح الثورة يمحي كل الأخطاء التي وقعت، أما عبد الكريم عبادة المكلف بالتكوين السياسي في أمانة الهيئة التنفيذية فقد أعلن استعداد الحزب العتيد للرد على كل من يتطاول على الثورة وعلى التاريخ، لأن المقصود من هذه الاعتداءات هو الأفلان. اختارت قيادة الحزب العتيد وقطاع التكوين السياسي الثورة التحريرية وميلاد جبهة التحرير الوطني موضوعا للطبعة الثانية من المنتدى الفكري الذي ينظمه الحزب تحت الإشراف المباشر للأمين العام عبد العزيز بلخادم، وقد تميزت الندوة بالحضور القوي لإطارات الحزب ومناضليه خاصة من فئة الشباب التي تحظى باهتمام خاص من قبل المشرفين لتسليط الضوء على تاريخ الجزائر الحافل بالتضحيات. وقد ألقى صالح قوجيل عضو أمانة الهيئة التنفيذية وبصفته أحد الشهود على الثورة التحريرية وصانعي بطولاتها محاضرة بالمناسبة تعرض فيها إلى ظروف نشأة الأفلان وجيش التحرير الوطني والإعلان عن الكفاح المسلح، معرجا على أهم المراحل التي عرفها كفاح الشعب الجزائري منذ انتفاضة الثامن ماي إلى غاية اتفاقيات ايفيان ومؤتمر طرابلس وقسم المتحدث مسار الثورة التحريرية إلى 10 مراحل أساسية قال إن لكل مرحلة الحدث الذي تعرف به ولها تأثيرها وانعكاساتها، كما عاد المحاضر إلى الانشقاقات والخلافات التي عرفها حزب الشعب بين المصاليين وأعضاء اللجنة المركزية. واعترف المتحدث بأن بعض مراحل ومحطات الكفاح المسلح عرفت أخطاء وسلبيات إلا أن نجاح الثورة التحريرية واستقلال الجزائر يمحي كل الأخطاء ويغفرها لأن الأهم هو أن الثورة نجحت في تحقيق الاستقلال للجزائريين، ودعا قوجيل في المقابل إلى الحديث عن هذه الأخطاء وفتح جميع الملفات دون طابوهات من أجل قطع الطريق أمام بعض المغرضين الذين يسيئون استعمال هذه الحقائق في كتابات للطعن في كفاح الشعب الجزائري والتشكيك في تضحياته، مؤكدا بأن كتابات الكثيرين هي تزييف للتاريخ وللحقائق من أجل الطعن في نضال الشعب الجزائري. وفي سياق ذي صلة بالموضوع تطرق المحاضر للتصريحات الأخيرة لنائب الأرسيدي التي شكك من خلالها في عدد شهداء الثورة، موضحا بأن التاريخ يمنح الأفلان الحق في الرد على هؤلاء المشككين والتصدي لهم، ومن جهته اعتبر عبد الكريم عبادة أن هذا التطاول على التاريخ وعلى الثورة والذي شهدته مؤسسة دستورية المقصود منه هو التطاول على الأفلان والنيل منه، وأن الحزب العتيد مستعد وقادر على الرد على افتراءات هؤلاء.